صحة الفعل وقد ثبت حدوث صحة الفعل ولزم تخلفهما عنه أي عن ذلك الإمكان «لو كانتا قديمتين» كما ذكرنا من قبل «وهو محال» أي تخلّفهما عن الإمكان «فثبت الثاني وهو حدوثهما».
إلى هنا نسخة أثبتها الإمام عليهالسلام ، وتوجد في بعض النسخ متأخرة ، والنسخة الأخرى التي هي عوض عنها قوله عليهالسلام : «فذلك الإمكان إمّا قديم أو محدث ، ليس الأول لأن الإمكان لا يكون إلّا مع التمكن» من الفعل «والتمكن لا يكون إلّا عند أن يصح الفعل والفعل لا يصح إلّا بعد وجود الفاعل ضرورة ، وما كان بعد غيره فهو محدث ، فثبت الثاني وهو حدوثه» أي حدوث الإمكان «ولزم حدوث لازمه» وهو السموات والأرض وما بينهما لأن ذلك لازم للإمكان والإمكان لازم له وانفكاك الملازمة محال كما سبق ذكره.
قال عليهالسلام : «وأيضا» أي يرجع رجوعا إلى الاستدلال بدليل آخر من آض (١) أي رجع فنقول «هما» أي السموات والأرض مختلفتان في الشكل والهيئة والارتفاع والانخفاض ، وكون إحداهما للنبات وأرزاق المخلوقات ، والأخرى مجرى الفلك والنجوم والشمس والقمر ونحو ذلك.
فاختلافهما لا يخلو إمّا أن يكون للعدم أي أثر فيه العدم ، أو لعلّة كما يزعم مثبتوها إن قدّرت وفرضت فرضا على استحالة تأثيرهما (٢) كما سبق ، أو لفاعل مختار ، ليس القسم الأول وهو العدم لأن العدم لا تأثير له عند العقلاء ، ولا هو الثاني وهو العلة المفروضة المقدّرة لأن تأثير العلة تأثير إيجاب بزعمهم أي بزعم من زعم أن العلل تؤثر كما سبق ذكره عنهم.
«فلو كان كذلك» أي لو كان المؤثر هو العلّة «لوجب» أي لجاز «أن تكون السماء أرضا والعكس» أي الأرض سماء ، «و» لجاز أن تكون «السفلى من السموات عليا والعكس» إذ ما جعل إحداهما أرضا والأخرى سماء ونحو ذلك» كالسفلى عليا والعكس «بأولى من العكس لعدم الاختيار» من المؤثر كما
__________________
(١) يعني أنه مصدر مشتق من آض تمت قواعد إعراب.
(٢) (ب) تأثيرها.