علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا ما لم يفتحه على أحد قبلي ، فيقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب أمتي يا رب ، فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال : والذي نفس محمد بيده أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى» أخرجاه في الصحيحين.
فهذا الحديث قد تضمن أصولا كبيرة من وجود الله فوق عرشه وتجليه وتكليمه لخير خلقه وأشرف رسله محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقد أخبر الرسول فيه عن إخوانه من أولي العزم أنهم يخشون غضب الرب الذي بلغ من الشدة مبلغا لم يبلغه من قبل ولن يبلغه من بعد ، فلا تخدع أيها السني عن هذه الأحاديث العظيمة التي تملأ القلب نورا وبصيرة ، ولا تنصرف عنها إلى هذه الآراء الضالة الكثيرة السقط والهواء ، وهي لم تصدر عن أحد ممن يعتد بهم في العلم والمعرفة ، ولكن عن قوم كثر تخرصهم في دين الله وعظم تناقضهم واضطرابهم أنك لن تجد طائفتين منهم تلتقيان عند رأي واحد إلا إذا كانا قد قلدا غيرهما فيه بلا بينة ولا دليل ، فهم كجماعة من العميان يقودهم أعمى مثلهم يحسب أنه بصير ، فيا محنة هؤلاء مما يقودهم إليه هذا الأحمق الغرير ، فهل يستوي هذا الضال المضل : ومن ألهمه الله رشده ، فهو يمشي على هدى من الله ونور ، كلا لا يستويان أبدا في عقل المتأمل البصير.
* * *
أوما سمعت منادي الإيمان يخ |
|
بر عن منادي جنة الحيوان |
يا أهلها لكم لدى الرحمن وع |
|
د وهو منجزه لكم بضمان |
قالوا أما بيضت أوجهنا كذا |
|
أعمالنا أثقلت في الميزان |
وكذاك قد ادخلتنا الجنات حي |
|
ن أجرتنا من مدخل النيران |
فيقول عندي موعد قد آن أن |
|
أعطيكموه برحمتي وحناني |