النار بعفو الله ودخول الجنة برحمته واقتسام المنازل والدرجات بالأعمال.
والثاني أن الباء التي نفت الدخول هي باء المعاوضة التي يكون فيها أحد العوضين مقابلا للآخر ، والباء التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي سببية ما دخلت عليه لغيره وإن لم يكن مستقلا بحصوله ، وقد جمع النبي صلىاللهعليهوسلم بين الأمرين بقوله : «سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أن أحدا منكم لن ينجو بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا الا أن يتغمدني الله برحمته».
ومن عرف الله تعالى وشهد مشهد حقه عليه ومشهد تقصيره وذنوبه وأبصر هذين المشهدين بقلبه عرف ذلك وجزم به ، والله سبحانه وتعالى المستعان).
* * *
فصل
في إقامة المأتم على المتخلفين عن رفقة السابقين
بالله ما عذر امرئ هو مؤمن |
|
حقا بهذا ليس باليقظان |
بل قلبه في رقدة فإذا استفا |
|
ق فلبسه هو حلة الكسلان |
تالله لو شاقتك جنات النعي |
|
م طلبتها بنفائس الأثمان |
وسعيت جهدك في وصال نواعم |
|
وكواعب بيض الوجوه حسان |
جليت عليك عرائس والله لو |
|
تجلى على صخر من الصوان |
رقّت حواشيه وعاد لوقته |
|
ينهال مثل نقى من الكثبان |
لكن قلبك في القساوة جاز حد |
|
الصخر والحصباء في أشجان |
لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا |
|
حس لما استبدلت بالأهوان |
أو صادفت منك الصفات حياة قل |
|
ب كنت ذا طلب لهذا الشأن |
خود تزفّ إلى ضرير مقعد |
|
يا محنة الحسناء بالعميان |
شمس لعنين تزف إليه ما |
|
ذا حلية العنين في الغشيان |
الشرح : بعد أن أفاض المؤلف في وصف الجنان وعرائسها من الحور العين