كلها. وليس في هذه الدنيا لدى أهل المعرفة بالله لذة تعدل لذة الشوق إلى لقاء الله كما أنه ليس في الآخرة لذة تعدل لذة النظر إلى وجهه سبحانه.
لكن الجهمي المعطل لا يؤمن لا بلقاء ولا بنظر ولا بوجه ، لأنها عنده من مستلزمات الحوادث ، فهلاكا لهذا المغرور الذي استمسك بشبه واهية ظنها معقولات صحيحة ، فنفى من أجلها ما ثبت بالنصوص الصريحة القطعية من الوجه واللقاء والمحبة والكلام والعلو وسائر الصفات ، حتى عطل العرش عن أن يكون فوقه إله يعبد ورب يصلى له ويسجد ، فهو بإنكاره وتعطيله في واد ، ورسل الله وأتباعهم في إثباتهم لكمالات الرب كلها في واد ، ومخالفة الرسل عليهمالسلام ومشاقتهم واتباع غير سبيلهم من أقبح أنواع الكفر الذي باء به هذا الجهمي العنيد.
* * *
فصل
في كلام الرب جل جلاله مع أهل الجنة
أو ما علمت بأنه سبحانه |
|
حقّا يكلم حزبه بجنان |
فيقول جل جلاله هل أنتم |
|
راضون قالوا نحن ذو رضوان |
أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا |
|
ما لم ينله قط من انسان |
هل ثمّ شيء غير ذا فيكون اف |
|
ضل منه نسأله من المنان |
فيقول أفضل منه رضواني فلا |
|
يغشاكم سخط من الرحمن |
ويذكر الرحمن واحدهم بما |
|
قد كان منه سالف الأزمان |
منه إليه ليس ثم وساطة |
|
ما ذاك توبيخا من الرحمن |
لكن يعرّفه الذي قد ناله |
|
من فضله والعفو والاحسان |
ويسلم الرحمن جل جلاله |
|
حقا عليهم وهو في القرآن |
وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه |
|
سبحانه بتلاوة الفرقان |