يقنعه هذا وراح يسأل عما قاله فلان وفلان ، لأن آراء الناس عنده مقدمة على ما جاء به الوحيان ، فما أقبح الجهل والغرور بالإنسان.
* * *
فصل
في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح
أو ما سمعت بأنها القيعان فاغ |
|
رس ما تشاء بذا الزمان الفاني |
وغراسها التسبيح والتكبير والت |
|
حميد والتوحيد للرحمن |
تبا لتارك غرسه ما ذا الذي |
|
قد فاته من مدة الإمكان |
يا من يقر بذا ولا يسعى له |
|
بالله قل لي كيف يجتمعان |
أرأيت لو عطلت أرضك من غرا |
|
س ما الذي تجني من البستان |
وكذاك لو عطلتها من بذرها |
|
ترجو المغل يكون كالكيمان |
ما قال رب العالمين وعبده |
|
هذا فراجع مقتضى القرآن |
وتأمل الباء التي قد عينت |
|
سبب الفلاح لحكمة الفرقان |
وأظن باء النفي قد غرتك في |
|
ذاك الحديث أتى به الشيخان |
لن يدخل الجنات أصلا كادح |
|
بالسعي منه ولو على الأجفان |
والله ما بين النصوص تعارض |
|
والكل مصدرها عن الرحمن |
لكنّ بالإثبات للتسبيب وال |
|
باء التي للنفي بالأثمان |
والفرق بينهما ففرق ظاهر |
|
يدريه ذو حظ من العرفان |
الشرح : يعني أن الجنة أرض مستوية ليس فيها غراس ، وأن الإنسان بسعيه وعمله في أيام عمره يغرس لنفسه ما يشاء ، وقد ورد أن غراسها : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» فهذه الكلمات الأربع ورد الحديث الصحيح بأنها أفضل الكلام بعد القرآن ، وهن من القرآن ، وصح أيضا أنها الباقيات الصالحات التي يقول الله عزوجل في شأنها : (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ