وكذا أتونا بالصفات لربنا |
|
الرحمن تفصيلا بكل بيان |
وكذاك قالوا أنه متكلم |
|
وكلامه المسموع بالآذان |
وكذاك قالوا انه سبحانه |
|
المرئي يوم لقائه بعيان |
وكذاك قالوا أنه الفعال حق |
|
ا كل يوم ربنا في شان |
وأتيتمونا أنتم بالنفي والت |
|
عطيل بل بشهادة الكفران |
للمثبتين صفاته وعلوه |
|
ونداءه في عرف كل لسان |
شهدوا بإيمان المقر بأنه |
|
فوق السماء مباين الأكوان |
وشهدتم أنتم بتكفير الذي |
|
قد قال ذلك يا أولى العدوان |
الشرح : والفرق بين ما تدعون إليه من النفي والتعطيل وبين دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ظاهر جد الظهور لمن ألقى سمعه وكان له أذنان واعيتان وهو من الوضوح والظهور بحيث لا يخفى ولا يلتبس إلا على العميان ، فالرسل عليهمالسلام قد اتفقت كلمتهم بأن الله سبحانه فوق عرشه بائن من خلقه ، وأن الوحي ينزل عليهم من عنده.
وكذلك جاءوا بإثبات صفات الكمال لله سبحانه على جهة التفصيل وبينوها أوضح بيان ، وما منهم من أحد إلا عرف أمته بما يجب أن تعرفه من صفات الله عزوجل.
وكذلك أثبتوا أنه متكلم بكلام هو حروف وأصوات مسموعة بالآذان ، وأن الذي يتلونه على الناس هو كلام الله تعالى لا كلام غيره ، تكلم به بصوت نفسه. وكذلك أخبروا أنه سبحانه سيرى يوم القيامة رؤية حقيقية بالأبصار ، وبشر كل رسول المؤمنين من أمته بأنهم سيرون ربهم في الجنة كما يرى الشمس والقمر ليس دونهما سحاب ولا ضباب.
وكذلك قالوا إنه حي فعال ، وأن الفعل من صفات الكمال التي لا يصح تعطيله عنها في حال من الأحوال ، فهو لم يزل سبحانه فعالا كما قال : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن : ٢٩].