أرسلوا إليهم بالبينات والهدى ليعرف ما ذا فعلوا بحق رسله عليهم في الطاعة والاتباع.
فليعد كل انسان للسؤال جوابا ، وليهيّئ للجواب أن يكون صوابا ، وليعلم علم اليقين أن ليس ينجيه من خزى هذا الموقف سوى تخليصه لحقائق الايمان من كل أنواع الزيغ والكفران ، وسوى تجريده التوحيد لله من كل ما يشرك به من شيطان وأوثان ، وتجريده الاتباع لرسوله من كل ما يهرف به الناس من أنواع الهراء والهذيان ، فو الله لا منجاة للعبد من عذاب النيران ، ولا مخلص له من غضب الله الا هذان الأمران ، توحيد واتباع ، فاتركوا التحايل والروغان.
* * *
يا رب جرد عبدك المسكين را |
|
جى الفضل منك أضعف العبدان |
لم تنسه وذكرته فاجعله لا |
|
ينساك أنت بدأت بالاحسان |
وبه ختمت فكنت أولى بالجمي |
|
ل وبالثناء من الجهول الجاني |
فالعبد ليس يضيع بين فواتح |
|
وخواتم من فضل ذي الغفران |
أنت العليم به وقد أنشأته |
|
من تربة هي أضعف الأركان |
كل عليها قد علا وهوت الى |
|
تحت الجميع بذلة وهوان |
وعلت عليها النار حتى ظن أن |
|
يعلو عليها الخلق من نيران |
وأتى الى الأبوين ظنا أنه |
|
سيصير الأبوين تحت دخان |
فسعت الى الأبوين رحمتك التي |
|
وسعتهما فعلا بك الأبوان |
الشرح : بعد أن ذكر ما أعده الله من الفضل والكرامة لمن جرد التوحيد لله فلم يشرك بالله شيئا ، وجرد الاتباع لرسوله صلىاللهعليهوسلم ، فلم يقدم على قوله قول أحد من الناس ، أخذ يناجي ربه بهذه الأبيات الرائعة التي تفيض ذلا وضراعة ، فهو يدعوه أن يخلصه من كل آثار الشرك والوثنية والعصيان والمخالفة ومن أتباع هوى النفس والشيطان ، فانه عبده الخاضع لجناب قهره وعزته ، المؤمل الطامع في بحبوحة غفرانه ورحمته.