يا وارثين نبيهم بشراكم |
|
ما إرثكم مع إرثهم سيان |
شتان بين الوارثين وبين مو |
|
روثيهما وسهام ذي سهمان |
يا قوم ما صاح الأئمة جهدهم |
|
بالجهم من أقطارها بأذان |
إلا لما عرفوه من أقواله |
|
ومآلها بحقيقة العرفان |
قول الرسول وقول جهم عندنا |
|
في قلب عبد ليس يجتمعان |
نصحوكم والله جهد نصيحة |
|
ما فيهم والله من خوان |
فخذوا بهديهم فربّي ضامن |
|
ورسوله أن تفعلوا بجنان |
فإذا أبيتم فالسلام على من اتب |
|
ع الهدى وانقاد للقرآن |
الشرح : يعني أن جهما وشيعته قبحهم الله حين وضعوا أصول هذه الضلالات ورثها عنهم من بعدهم من أرباب المذاهب والمقالات ، كالمعتزلة والفلاسفة والأشعرية ، كل على قذر نصيبه منها ، فمنهم صاحب السهم والسهمين والسهمان الكثيرة. فبئس المورث حيث خلف من بعده شرا كثيرا وبلاء مستطيرا ، وبئس الوارث حيث جنح بعقله إلى هذه القاذورات والأوساخ ، واستعاض بها عن هدى الله الذي جاء به نبيه عليهالسلام وبئست التركة التي لا خير فيها لمن ورثها بل تعود عليه بأفدح الإضرار. فهذه الثلاثة أهل لكل مهانة واحتقار. وأما أنتم أيها الوارثون لهدى نبيهم وعلمه فأبشروا برحمة من الله ورضوان ، فما إرثكم الكريم وإرث هؤلاء الضالين سيان ، بل شتان بينهما شتان.
نعم شتان بين الوارثين ، فهؤلاء ورثوا هدى وإيمانا ، وأولئك ورثوا ضلالا وكفرانا ، وشتان بين الموروثين ، فهذا ورث خيرا وعلما نافعا وهدى مبينا ، وهذا ورث شرا وجهلا وضلالا بعيدا.
ولما ظهرت فتنة الجهم واندلعت ألسنتها في أقطار الإسلام قام أئمة الهدى يصيحون به من كل جانب يعرفون الناس بحقيقة أقواله وما تؤول إليه من هدم قواعد الإيمان ويبينون لهم أن أقواله وآراءه هي وما جاء به الرسول ضدان لا يجتمعان ، فلم يألوا هذه الأمة نصحا ولا قصروا في واجب الاعلام والبيان ، ولا