يا قومنا بلغ الوجود بأسره الد |
|
نيا مع الأخرى مع الإيمان |
والخلق والأمر المنزل والجزا |
|
ومنازل الجنات والنيران |
الشرح : فقولوا لنا أين الرب إذا كنتم تنكرون وجوده فوق عرشه وتجحدون قيام كل صفة به ، وأين كلامه إذا كنتم لا تؤمنون بأن هذا القرآن هو كلامه وأنه قائم به قيام المعنى بموضوعه ، وأين الرسول إذا إن كنتم لا تقرون بقيام معنى الرسالة به ، وتردون الأمر إلى التعليق وحده. فالحق إنكم لا تؤمنون بأن فوق العرش ربا قال أو يقول أو هو قائل متكلم بطه أو بغيرها من القرآن ، وأنتم تشهدون على أنفسكم بذلك ، والله يشهد عليكم بذلك أيضا ، والمؤمنون يشهدون. وا حسرتاه عليكم قد أضعتم نصيبكم من كل معرفة وإيمان حين قلتم هذا الزور والبهتان.
ومن العجيب أنكم تنسبون إلى الكفر من هو أولى وأحق منكم بالله والإيمان والقرآن ، فهذه بضاعتكم الفاسدة تنادي على نفسها بالبوار ، فمن يطلبها ويسومها فقد رضي لنفسه بالجهل والخسران.
ومن تمام زندقتكم وإلحادكم قولكم في المبدأ إن هذا العالم بقي معدوما مدة لا نهاية لها من الزمان قبل أن يخلقه الله ، فالله عندكم لم يكن فاعلا ثم فعل ، وقولكم في المعاد أن الله يعدم هذا العالم ويفنيه بالكلية ثم يعيده عن عدم محض.
ومن تمام ذلك أيضا قولكم بأن الجنة والنار غير باقيتين ، بل يجيء عليهما وقت يفنيان فيه هما وأهلهما ، فإنكاركم وجحودكم قد انتظم الوجود كله ، الدنيا والآخرة والإيمان ، والخلق والأمر المنزل ، والثواب والعقاب ، ومنازل الجنات والنيران.
* * *
والناس قد ورثوه بعد فمنهم |
|
ذو السهم والسهمين والسهمان |
بئس المورث والمورث والترا |
|
ث ثلاثة أهل لكل هوان |