وتمام ذا الإيمان إقرار الفتى |
|
بالله فاطر هذه الأكوان |
فإذا أقرّ به وعطل كل مف |
|
روض ولم يتوق من عصان |
لم ينقص الايمان حبة خردل |
|
انى وليس بقابل النقصان |
الشرح : يعني أن من أنكر أن يكون الله عزوجل فاعلا بفعل هو وصف له قائم بذاته قيام المعنى بالموصوف. وأنكر أن يكون لله أمر هو آمر به بل جعل أمره من جملة الأشياء المخلوقة. وأنكر كذلك أن يكون الله فوق عرشه بذاته بل عطل عرشه منه ، فما ذا بقى له بعد إنكاره لهذه الثلاثة من الإيمان؟ أنه لم يبق من إيمانه ما يزن حبة خردل ، وقد استراح بهذا التعطيل والإنكار. من الله وكتابه ورسوله ودينه ومن شرائع الإسلام كلها بل من الأديان جملة. وأصبح زنديقا متجردا من جميع الأديان ، ومن تمام ذلك التعطيل والإنكار جحدهم لصفات الرب جل شأنه ، فإنه لا يعقل وجود ذات في الخارج مجردة عن الصفات ، فتعطيل الصفات هو كتعطيل الذات.
ومن تمام ذلك أيضا اعتقاد الجهمية بأن الإيمان هو مجرد الإقرار بالله خالق الأكوان فمتى أقر به فقد كمل إيمانه مهما عطل من فرائض ومهما ارتكب من عصيان ، فإن هذا الإيمان عندهم ليس بقابل للنقصان ، وقد تقدم الكلام عن هذا المذهب في أول الكتاب.
* * *
وتمام هذا قوله أن النب |
|
وة ليس وصفا قام بالإنسان |
لكن تعلق ذلك المعنى القدي |
|
م بواحد من جملة الإنسان |
هذا وما ذاك التعلق ثابتا |
|
في خارج بل ذاك في الأذهان |
فتعلق الأقوال لا يعطى الذي |
|
وقفت عليه الكون في الأعيان |
هذا إذا ما حصل المعنى الذي |
|
قلتم هو النفسي في البرهان |
لكن جمهور الطوائف لم يروا |
|
ذا ممكنا بل ذاك ذو بطلان |
ما قال هذا غيركم من سائر الن |
|
ظار في الآفاق والأزمان |