ايمانهم فيفتضحوا بتكذيب ايمانهم ، ونسبة الخيانة إليهم وجمع الضّمائر ليعمّ الشّهود وقد ذكر في تفسير الآية ونزولها اخبار في الصّافى وغيره (وَاتَّقُوا اللهَ) ايّها الشّهود في تحريف الشّهادة والمشهود عليهم في ردّها بلا خيانة (وَاسْمَعُوا) ما توعظون به سمع اجابة وقبول (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الخارجين من امر الله (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ) ظرف لقوله لا يهدى أو لا ذكر أو ذكّر مقدّر أو المقصود التّعريض بمن لم يجب محمّدا (ص) في ولاية أمير المؤمنين (ع) (فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ) في دعوتكم العامّة أو في دعوتكم الخاصّة الى خلفائكم وفسّرت في الخبرية ، فعن الباقر (ع) انّ لهذا تأويلا يقول : ماذا أجبتم في أوصيائكم الّذين خلّفتموهم على أممكم فيقولون لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا وقوله تعالى (قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) يشير الى هذا لانّ نفى العلم بعد رحلتهم صحيح وفي زمان حيوتهم علموا من أجاب ومن لم يجب وكيف أجابوا (إِذْ قالَ اللهُ) اذكر أو ذكّر أو هو بدل من يوم يجمع الله (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً) يعنى في جميع أحوالك (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ) اى النّبوّة (وَالْحِكْمَةَ) اى الولاية (وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) صورتي النّبوّة (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) تكرار بإذني لرفع توهّم الآلهة فانّ ذلك ليس الّا من جهة الالهيّة (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ وَإِذْ أَوْحَيْتُ) وحي الهام لا وحي إرسال (إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ) لمّا كان المقصود تنبيه الامّة على ما لا ينبغي لهم من مطالبة الآيات من الرّسول (ص) أو من أمير المؤمنين (ع) وكان ما ذكر سابقا من نعم عيسى (ع) توطئة لهذا المقصد واشارة الى انّهم محض هوى النّفس سألوا المائدة والّا كان فيما أنعم الله به على عيسى (ع) غنية عن غيرها من الآيات غيّر الأسلوب وأتى به من غير عطف حتّى لا يتوهّم انّه كسابقه من النّعم وقد سألوا رسول الله (ص) الآيات وبعد ما أتاهم بها كفروا وسألوا عليّا (ع) وكفروا بها بعد الإتيان بها كما في التّواريخ والاخبار (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) كأنّ السّؤال كان قبل ان يعرفوا معرفة تامّة أو المقصود الاستطاعة المطابقة للحكمة وقرئ هل تستطيع بالخطاب اى هل تستطيع سؤال ربّك (أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) المائدة الخوان عليه الطّعام من ماد إذا تحرّك أو من مادة إذا أعطاه (قالَ اتَّقُوا اللهَ) من الاقتراح على الله (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) به وبقدرته (قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها) تمهيد عذر للّسؤال (وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) لا كطلب إبراهيم (ع) اطمينان القلب بقرينة (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) في ادّعاء النّبوّة من قادر بليغ القدرة أو كان مرادهم الاطمينان بالشّهود مثل إبراهيم (ع) بعد اليقين العلمىّ ويكون المقصود من قوله ونعلم ان قد صدقتنا العلم الشّهودىّ (وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ) للغياب منّا أو من الحاضرين للأكل (قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا) تكرار النّداء حين الدّعاء وظيفة الدّعاة (أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً) اى يكون يوم نزولها يوم