وثّقه ابن معين وغيره ، وكان أحد الأشراف بمصر.
٣٣٨ ـ عبد الملك الشّابّ الناسك العابد (١)
ولد عمر بن عبد العزيز.
قال عبد الله بن يونس الثقفي ، عن سيّار أبي الحكم قال : قال ابن لعمر بن عبد العزيز يقال له عبد الملك : يا أبه أقم الحقّ ولو ساعة من نهار. وكان يفضّل على عمر.
وقال يحيى بن يعلى المحاربيّ : ثنا بعض المشيخة قال : كنّا نرى أنّ عمر بن عبد العزيز إنّما أدخله في العبادة ما رأى من ابنه عبد الملك (٢).
وقال أبو المليح ، عن ميمون بن مهران قال : قال لي عمر بن عبد العزيز : الق عبد الملك ، فأتيته فقلت لغلامه : استأذن لي ، فسمعت صوته : أدخل ، فدخلت ، فإذا خوان بين يديه ، عليه ثلاثة أقرصة وقصعة فيها ثريد ، فقال : كل فما منعني من الأكل إلّا الإبقاء عليه ، فاعتللت بشيء ، فلما فرغ دعا غلامه وأعطاه فلوسا ، فقال : جئنا بعنب ، فجاء بشيء صالح ، وكان عمر منع من العصير ، فرخّص العنب ، فقال : الله كان منعك الإبقاء علينا فكل من هذا فإنّه رخيص ، قلت : من أين معاشك؟ قال : أرض لي أستدين عليها ، قلت : فلعلّك تستدين من رجل يشقّ عليه وهو يحتمل ذلك لمكانك؟ قال : لا إنّما هي دراهم لصاحبتي استقرضتها ، قلت : أفلا أكلّم أمير المؤمنين يجري عليك رزقا ، فأبى ذلك وقال : والله ما يسرّني أنّ أمير المؤمنين أجرى عليّ شيئا من صلب ماله دون إخوتي الصّغار ، فكيف يجري عليّ من فيء المسلمين.
وقال فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، أنّ عمر بن عبد العزيز قال له : إنّ ابني عبد الملك آثر ولدي عندي ، وقد زيّن عليّ علمي بفضله ،
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ١ / ٥٧٣ ـ ٥٧٤ ، صفة الصفوة ٢ / ١٢٧ ـ ١٣٠ رقم ١٧٣ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٦٤ رقم ٣٢٤ ، الكامل في التاريخ ٥ / ٦٤ ـ ٦٥ ، الأخبار الموفقيات ٦٢٣.
(٢) صفة الصفوة ٢ / ١٢٧ ، حلية الأولياء ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤.