سمع : ابن عباس ، وعديّ بن حاتم ، وابن عمر ، وعبد الله بن مغفّل ، وغيرهم. وروى عن : أبي موسى الأشعري عند النسائيّ ، وذلك منقطع وروى عن أبي هريرة ، وعائشة ، وفيه نظر.
قرأ عليه : المنهال بن عمرو ، وأبو عمرو بن العلاء. وروى عنه : جعفر بن المغيرة ، وجعفر بن أبي وحشيّة ، وأيوب السختياني ، والأعمش ، وعطاء بن السائب ، والحكم بن عتيبة ، وحصين بن عبد الرحمن ، وخصيف الجزري ، وسلمة بن كهيل ، وابنه عبد الله بن سعيد ، وابنه الآخر عبد الملك ، والقاسم ابن أبي بزّة ، ومحمد بن سوقة ، ومسلم البطين ، وعمرو بن دينار ، وخلق كثير. وقال ابن عباس ـ وقد أتاه أهل الكوفة يسألونه ـ فقال : أليس فيكم سعيد ابن جبير (٢).
وعن أشعث بن إسحاق قال : كان يقال لسعيد بن جبير : جهبذ العلماء (٣).
وقال إبراهيم النخعي : ما خلّف سعيد بن جبير بعده مثله.
وروي أنه كان أسود اللون. خرج مع ابن الأشعث على الحجّاج ، ثم إنه اختفى وتنقّل في النواحي اثنتي عشرة سنة ، ثم وقعوا به ، فأحضروه إلى الحجّاج ، فقال : يا شقي بن كسير ـ يعني ما أنت سعيد بن جبير ـ أما قدمت الكوفة وليس يؤمّ بها إلا عربيّ فجعلتك إماما؟ قال : بلى. قال : أما ولّيتك القضاء ، فضجّ أهل الكوفة وقالوا : لا يصلح للقضاء إلا عربيّ ، فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك؟! قال : بلى ، قال : أما جعلتك في سمّاري
__________________
= ١٨١ ، شذرات الذهب لابن العماد ١ / ١٠٨ ، القاموس الإسلامي لعطيّة الله ٣ / ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ١ / ٣٢٤ ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٥٠ ، وانظر عن أخباره مع الحجّاج في كتب التاريخ للطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.
(٢) وفي مصادر ترجمته : أبو محمد ويقال أبو عبد الله.
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٧٦ ، طبقات المفسّرين للداوديّ ١ / ١٨١ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢١٦.
(٢) التذكرة ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٣٣ و ٣٤١ ، الجرح والتعديل ٤ / ١٠ ، حلية الأولياء ٤ / ٢٧٣ والجهبذ : معرّب ، بمعنى : النقّاد ، الخبير بغوامض الأمور ، البارع العارف بطرق النقد.