الآية : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) (١) ، فقال : هذه لعبد الله ، لأمين الله وخليفته ، ليس فيها مثوبة ، والله لو أمرت رجلا يخرج من باب هذا المسجد فأخذ من غيره لحلّ لي دمه وماله ، والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالا ، يا عجبا من عبد هذيل (٢) يزعم أنّه يقرأ قرآنا من عند الله ، ما هو إلّا رجز من رجز الأعراب ، والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه (٣).
رواها واصل بن عبد الأعلى شيخ مسلم ، عن أبي بكر.
قاتل الله الحجّاج ما أجرأه على الله ، كيف يقول هذا في العبد الصالح عبد الله بن مسعود!
قال أبو بكر بن عيّاش : ذكرت قوله هذا للأعمش ، فقال : قد سمعته منه (٤).
ورواها محمد بن يزيد ، عن أبي بكر ، فزاد : ولا أجد أحدا يقرأ عليّ قراءة ابن أمّ عبد (٥) إلّا ضربت عنقه ، ولأحكّنّها من المصحف ولو بضلع خنزير (٦).
ورواها ابن فضيل ، عن سالم بن أبي حفصة.
وقال الصّلت بن دينار : سمعت الحجّاج يقول : ابن مسعود رأس المنافقين ، لو أدركته لأسقيت الأرض من دمه (٧).
وقال ضمرة ، عن ابن شوذب قال : ربّما دخل الحجّاج على دابّته حتّى يقف على حلقة الحسن (٨) ، فيستمع إلى كلامه ، فإذا أراد أن ينصرف يقول : يا حسن لا تملّ الناس. قال : فيقول : أصلح الله الأمير ، إنّه لم يبق إلّا من لا حاجة له (٩).
__________________
(١) سورة التغابن ـ الآية ١٦.
(٢) يقصد : عبد الله بن مسعود رضياللهعنه.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٧٢.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) في الأصل «ابن معبد» وهو تحريف.
(٦) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٧٢.
(٧) المصدر نفسه.
(٨) هو الحسن البصريّ.
(٩) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٧٤.