وقال أحمد في «مسندة» (١) : ثنا عبد الرزّاق ، ثنا معمر ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي ثعلبة قال : أتيت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : يا رسول الله اكتب لي بأرض كذا وكذا بالشام ـ لم يظهر عليها النّبيّ صلىاللهعليهوسلم حينئذ ـ فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ألا تسمعون ما يقول هذا»؟ فقال أبو ثعلبة : والّذي نفسي بيده لتظهرنّ عليها. قال : فكتب له بها (٢).
وقال عمر بن عبد الواحد الدمشقيّ ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله قال : بينا أبو ثعلبة الخشنيّ ، وكعب جالسين ، إذ قال أبو ثعلبة : يا أبا إسحاق ، ما من عبد تفرّغ لعبادة الله إلّا كفاه الله مئونة الدنيا ، قال : أي شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم أم شيء تراه؟ قال : بل شيء أراه ، قال : فإنّ في كتاب الله المنزل من جمع همومه همّا واحدا ، فجعله في طاعة الله ، كفاه الله ما أهمّه ، وكان رزقه على الله ، وعمله لنفسه ، ومن فرّق همومه ، فجعل في كلّ واد همّا ، لم يبال الله في أيّها هلك ، ثمّ تحدّثا ساعة ، فمرّ رجل يختال بين بردين ، فقال أبو ثعلبة : يا أبا إسحاق بئس الثوب ثوب الخيلاء ، فقال : أشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : بل شيء أراه ، قال : فإن في كتاب الله المنزل : من لبس ثوب خيلاء لم ينظر الله إليه حتّى يضعه عنه ، وإن كان يحبّه (٣).
وقال خالد بن محمد الوهبيّ والد أحمد : سمعت أبا الزّاهريّة قال : سمعت أبا ثعلبة يقول : إنّي لأرجو أن لا يخنقني الله عزوجل كما أراكم تخنقون عند الموت ، قال : فبينما هو يصلّي في جوف الليل قبض وهو ساجد (٤).
__________________
(١) ج ٤ / ١٩٣ ، ١٩٤.
(٢) والحديث أيضا في : المصنّف لعبد الرزاق ٤ / ٤٧١ رقم ٨٥٠٣ باب صيد الجارح وهل ترسل كلاب الصيد على الجيف ، وفي كتاب الأموال لأبي عبيد بن سلام ٣٤٩.
(٣) روى المؤلّف ـ رحمهالله ـ نصف هذا الحديث في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٧٠ وهو بكاملة في تهذيب الكمال (المصوّر) ٣ / ١٥٩١.
(٤) وتمام الخبر في تهذيب الكمال ٣ / ١٥٩١ «فرأت ابنته أن أباها قد مات ، فاستيقظت فزعة فنادت أمّها : أين أبي؟ قالت : في مصلّاه. فنادته فلم يجبها ، فأنبهته فوجدته ساجدا ، فحرّكته ، فوقع لحينه ميتا».