فقولى : «الحياة
فى ظل اليسر والسعة». و «البقاء فى كنف الخفض والدعة». وقولى : «إقبال الحبيب مع
إدبار الرقيب» وقولى : «الخصب بعد عموم الجدب» ، وما بعده إلى آخر الفصول مبالغات.
ومن عيوب هذا
الباب قول بعض المتأخرين :
فلا غيضت
بحارك يا جموما
|
|
على علل
الغرائب والدّخال
|
أراد أن يقول :
إنك كثير الجود على كثرة سؤالك فلا نقصت ؛ فعبر عنه بهذه العبارة الغثّة ، والجموم
: البئر الكثيرة الماء ؛ وقوله :
ليس قولى فى
شمس فعلك كالشم
|
|
س ولكن فى
الشّمس كالإشراق
|
على أن حقيقة
معنى هذا البيت لا يوقف عليها.
ومن رديء
المبالغة قول أبى تمام :
ما زال يهذى
بالمكارم والعلا
|
|
حتى ظننّا
أنه محموم
|
أراد أن يبالغ
فى ذكر الممدوح باللهج بذكر الجود ، فقال : «ما زال يهذى» فجاء بلفظ مذموم ،
والجيد فى معناه قول الآخر :
ما كان يعطى
مثلها فى مثله
|
|
إلا كريم
الخيم أو مجنون
|
قسم قسمين :
ممدوحا ومذموما ، ليخرج الممدوح من المذموم إلى الممدوح المحمود.
ومن جيد
المبالغة قول عمرو بن حاتم :
خليلىّ أمسى
حبّ خرقاء قاتلى
|
|
ففى الحبّ
منى وقدة وصدوع
|
ولو جاورتنا
العام خرقاء لم نبل
|
|
على جدبنا
ألّا يصوب ربيع
|
قوله : «على
جدبنا» مبالغة جيدة.
__________________