والمقصّر من الكلام : مالا ينبيك بمعناه عند سماعك إيّاه ويحوجك إلى شرح ؛ كبيت الحارث بن حلّزة (١) :
والعيش خير فى ظلا |
|
ل النّوك ممّن رام كدّا |
وسنذكر وجه العيب فيه بعد هذا.
وقوله : ولا مضمّنا : التضمين أن يكون الفصل الأوّل مفتقرا إلى الفصل الثانى ، والبيت الأول محتاجا إلى الأخير كقول الشاعر :
كأنّ القلب ليلة قيل يغدى |
|
بليلى العامريّة أو يراح |
قطاة غرّها شرك فباتت |
|
تجاذبه وقد علق الجناح |
فلم يتمّ المعنى فى البيت الأول حتى أتمّه فى البيت الثانى ، وهو قبيح.
ومثاله من نثر الكتاب قول بعضهم : وجعل سيدنا آخذا من كل ما دعى ويدعى به فى الأعياد ، بأجزل الأقسام وأوفر الأعداد.
وقد تسمى استعارتك الأنصاف والأبيات من شعر غيرك ، وإدخالك إيّاه فى أثناء أبيات قصيدتك تضمينا ؛ وهذا حسن وهو كقول الشاعر :
إذا دلّه عزم على الحزم لم يقل |
|
«غدا غدها إن لم تعقها العوائق» |
ولكنّه ماض على عزم يومه |
|
فيفعل ما يرضاه خلق وخالق |
فقوله : «غدا غدها إن لم تعقها العوائق» من شعر غيره وهو هاهنا مضمّن.
وكقول الآخر :
عوّذ لمّا بتّ ضيفا له |
|
أقراصه بخلا بياسين |
فبتّ والأرض فراشى وقد |
|
غنّت «قفانبك» (٢)مصارينى |
وقول الآخر :
ولقد سما للخرّمىّ ولم يقل |
|
بعد الوغا «لكن تضايق مقدمى» (٣) |
__________________
(١) نقد الشعر : ١٢٧ ، الموشح ٢٣٢.
(٢) من كلام امرئ القيس.
(٣) لعنترة.