مناسبة النزول
جاء في مناسبة نزول آية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ..) أن قريشا بعثوا العاص ابن وائل السهمي والنضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط إلى نجران ، ليتعلموا من علماء اليهود مسائل يسألونها من رسول الله ، وكان في ما سألوا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم : متى تقوم الساعة؟ فأنزل الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) (١).
* * *
لا يعلم موعد القيامة إلا الله تعالى
لقد جاء الإسلام ، وطرح كثيرا من المفاهيم حول كثير من القضايا المتصلة بالغيب والحياة ، كما طرحتها الأديان الأخرى من قبله ، وجاء محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يقدّم نفسه للناس كرسول من الله ، يتلقى منه الوحي فيلقيه إليهم ، وكان يوم القيامة ـ وهو ما يعبّر عنه القرآن بالساعة ـ من بين هذه المفاهيم التي تثير التساؤل ، وتدفع إلى الجدل وتواجه المؤمنين بها كما تواجه المنكرين لها ... ويكثر السؤال عنها ، عن طبيعتها ، وعن خصائصها ، وعن موعدها متى هو؟ ويختلف السائلون بين من يطلب المعرفة ، وبين من يقصد التحدّي أو العبث ، وكانت قريش الكافرة برسول الله تعتمد التحدي لإحراج الرسول بالاقتراحات التعجيزية وبالأسئلة غير المعقولة. ومنها هذا السؤال ، (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) ، في أي شاطئ من شواطئ الزمن الممتد كالبحر الذي تتحرك فيه سفينة القيامة؟
* * *
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ٨ ، ص : ٣٧٧.