وقيل : على ترك الاستحياء.
و «الحقّ» : هو الثابت ، ومنه حقّ الأمر أي : ثبت ، ويقابله الباطل.
و «الحق» واحد الحقوق ، و «الحقّة» بفتح الحاء أخص منه ، يقال : هذه حقّتي ، أي : حقّي.
و «من ربّهم» في محل نصب على الحال من الحقّ أي : كائنا وصادرا من ربّهم ، و «من» لابتداء الغاية المجازية.
وقال أبو البقاء (١) : والعامل فيه معنى الحقّ ، وصاحب الحال الضمير المستتر فيه أي من الحقّ ؛ لأنّه مشتقّ ، فيتحمّل ضميرا.
قوله : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) لغة «بني تميم» ، و «بني عامر» في «أمّا» «أيما» يبدلون من أحد الميمين ياء ؛ كراهية للتضعيف ؛ وأنشد عمر بن أبي ربيعة : [الطويل]
٣٣٠ ـ رأت رجلا أيما إذا الشّمس عارضت |
|
فيضحى وأيما بالعشيّ فيخصر (٢) |
قوله : (فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ).
اعلم أنّ «ما» له في كلام العرب ستة استعمالات :
أحدها : أن تكون «ما» اسم استفهام في محل رفع بالابتداء ، و «ذا» اسم إشارة خبره.
والثاني : أن تكون «ما» استفهامية و «ذا» بمعنى الّذي ، والجملة بعدها صلة ، وعائدها محذوف ، والأجود حينئذ أن يرفع ما أجيب به أو أبدل منه ؛ كقوله : [الطويل]
٣٣١ ـ لا تسألان المرء ماذا يحاول |
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (٣) |
__________________
(١) ينظر الاملاء : ١ / ٢٦.
(٢) ينظر البيت في ديوانه : (٩٤) ، خزانة الأدب : ٥ / ٣١٥ ، ٣٢١ ، ١١ / ٣٦٧ ، مغني اللبيب : ١ / ٥٥ ، والأزهية : ص ١٤٨ ، والدرر : ٥ / ١٠٨ ، والأغاني : ١ / ٨١ ، وشرح شواهد المغني : ص ١٧٤ ، والمحتسب : ١ / ٢٨٤ ، والممتع في التصريف : ١ / ٣٧٥ ، والجنى الداني : ص ٥٢٧ ، وتذكرة النحاة : ص ١٢٠ ، ورصف المباني : ص ٩٩ ، وهمع الهوامع : ٢ / ٦٧ ، وشرح الأشموني : ٣ / ٦٠٨ ، ولسان العرب «ضحا».
(٣) البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه : ٢٥٤ ، والأزهية : ٢٠٦ ، الجنى الداني : ٢٣٩ ، خزانة الأدب : ٢ / ٢٥٢ ، ديوان المعاني : ١ / ١١٩ ، شرح أبيات سيبويه : ٢ / ٤٠ ، شرح التصريح : ١٣٩ ، شرح شواهد المغني : ١ / ١٥٠ و ٢ / ٧١١ ، والكتاب : ٢ / ٤١٧ ، ولسان العرب (نحب) (حول) ، المعاني الكبير : (١٢٠) ، مغني اللبيب : ٣٠٠ ، والبيت بلا نسبة في أوضح المسالك : ١ / ١٥٩ ، ورصف المباني : ١٨٨ ، شرح الأشموني : ١ / ٧٣ ، شرح المفصل : ٣ / ١٤٩ ، ١٥٠ و ٤ / ٢٣ ، كتاب اللامات : ٦٤ ، مجالس ثعلب : ٥٣٠ ، وينظر الدر المصون : ١ / ١٦٦.