للمؤمنين تدفعهم إلى تحقيق الخصال الثلاثة المتقدمة ، فقال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ...) وهذه الصفات هي ما يأتي :
١ ـ الخوف التام من الله : الذين إذا ذكروا الله بقلوبهم ، وأحسوا بعظمته وجلاله ، وتذكروا وعده ووعيده ، خافوا منه أتم الخوف. كما قال تعالى في آية أخرى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ، الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ...) [الحج ٢٢ / ٣٤ ـ ٣٥].
٢ ـ زيادة الإيمان بتلاوة القرآن : الذين إذا تليت عليهم آياته القرآنية ، زادتهم إيمانا ويقينا وتصديقا ، وإقبالا على العمل الصالح ؛ لأن كثرة الأدلة والتذكير بها ، يوجب زيادة اليقين ، وقوة الاعتقاد ، فالرؤية البصرية أو الحسية مثلا تقوي القناعة الذاتية ، كما حدث لإبراهيم عليهالسلام الذي كان مؤمنا ، وطلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى : (قالَ : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ : بَلى ، وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة ٢ / ٢٦٠] وهذا يدل على أن منزلة الطمأنينة في الإيمان أقوى وأعلى من مجرد الإيمان. ونظير الآية قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) [الفتح ٤٨ / ٤] وقوله : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً؟ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [التوبة ٩ / ١٢٤].
٣ ـ التوكل على الله أي الاعتماد عليه والثقة به والتفويض إليه : الذين يتوكلون على ربهم وحده ، وإليه يلجأون ، ولا يرجون غيره ، ولا يقصدون إلا إياه ، ولا يطلبون الحوائج إلا منه ، وذلك بعد اتخاذ الأسباب ، فمن تعاطى الأسباب المطلوبة منه عقلا وعادة ، ثم فوض الأمر لله ، وأيقن أن الأمر كله بيد الله ، فهو من أهل الإيمان. أما ترك الأسباب فهو جهل بمفهوم التوكل.
٤ ـ إقامة الصلاة : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) ، أي يؤدونها كاملة الأركان