اليوم بعد تنظيم الجيوش ومنح رواتب دائمة للجند فتؤول للدولة.
وللإمام بموجب هذا التفويض أن ينفل من شاء من المقاتلة تحريضا على القتال ، كما قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم حنين فيما أخرجه الشيخان وأبو داود والترمذي عن أبي قتادة : «من قتل قتيلا فله سلبه».
وإذا كان أمر الغنائم لله ورسوله فاتقوا الله سبحانه في أقوالكم وأفعالكم ، واجتنبوا ما كنتم فيه من التنازع والاختلاف فيها ، الموجب لسخط الله وغضبه ، والموقع في الفرقة والعداوة الضارة بكم حال الحرب وغيرها.
(وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) من الأحوال ، حتى تتأكد الرابطة الإسلامية بين بعضكم ، وتشيع المحبة والمودة والوفاق والوئام بين صفوفكم ، وبعبارة أخرى : اجعلوا ما كان موصولا على أصله ، فهو سبب الوصل.
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) في الغنائم وفي كل ما أمر به ونهى عنه ، وقضى به وحكم.
هذه الأمور الثلاثة (تقوى الله ، وإصلاح ذات البين ، وإطاعة أوامر الله والرسول) يتوقف عليها صلاح الجماعة الإسلامية ؛ لأنها توفر معنى الانضباط والالتزام في السر والعلن لأحكام الشرع ، وتوحد الكلمة والصف ، وتكفل طاعة القيادة المخلصة الحكيمة.
(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) مصدّقين كلام الله وكاملي الإيمان ، فامتثلوا هذه الأوامر الثلاثة ، فإن التصديق الحق يقتضي الامتثال ، وكمال الإيمان يوجب هذه الخصال الثلاثة : الاتقاء ، والإصلاح ، وإطاعة الله تعالى ورسوله ، فالمؤمن بالله حقا يستحي من عصيانه ، ويدفعه إيمانه إلى طاعة ربه ، وإلى إصلاح ما بينه وبين الآخرين من خلاف.
وإذا كان الإيمان مستلزما للطاعة ، فإن الله تعالى ذكر خمس صفات