حالته والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال : يحيى بن معين. قال : فرأيت الشيخ ارتعدت يده وسقط الكتاب من يده! أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجراح قال : سمعت محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (١) يقول : سمعت جعفر الطيالسي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : لما قدم عبد الوهّاب بن عطاء أتيته فكتبت عنه فبينا أنا عنده إذ أتاه كتاب من أهله من البصرة فقرأه وأجابهم ، فرأيته وقد كتب على ظهره : وقدمت بغداد وقبلني يحيى بن معين والحمد لله رب العالمين.
أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : قلت لأبي داود أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي بن عبد الله؟ قال : يحيى عالم بالرجال ، وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء.
أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسفيّ قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد : من أعلم بالحديث؟ يحيى بن معين ، أم أحمد بن حنبل؟ فقال : أما أحمد فأعلم بالفقه والاختلاف ، وأما يحيى فأعلم بالرجال والكنى.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت عليّا ـ وهو ابن المدينيّ ـ يقول : كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة كان الذي يذاكرني أحمد بن حنبل ، فربما اختلفنا في الشيء فنسأل أبا زكريّا يحيى بن معين فيقوم فيخرجه ، ما كان أعرفه بموضع حديثه.
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ـ فيما أجاز لنا أن نرويه عنه ـ حدثنا أبو الحسين بن البراء قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : ما رأيت يحيى بن معين استفهم حديثا قط ولا رده.
أخبرنا علي بن الحسين ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال : قلت لابن الرومي : سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى ويقول : حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه؟ فقال : وما تعجب.
__________________
(١) هنا ينتهي الخرم الذي في الأنماطي.