مكان الحديث مبيضا فقلت له : ليس الحديث عندي. فقال هبة الله : قد غلط أبو مسعود في ترجمته ، وإنما هذا الحديث عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وأبو سهيل هو نافع بن مالك. قال البرقانيّ : فنظرت فإذا الأمر على ما قال. قال البرقانيّ : وقد غلط خلف الواسطيّ أيضا في تعليقه ، ذكر حديثا آخر بهذا الإسناد وجعله في ترجمة إسماعيل بن جعفر عن سهيل وإنما هو عن أبي سهيل.
مات هبة الله الطّبريّ بالدينور ، وكان خرج إليها لحاجة له فتوفي يوم الثلاثاء لست خلون من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
حدثني علي بن الحسين العكبريّ قال : رأيت أبا القاسم هبة الله بن الحسن الطّبريّ في المنام فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي. قلت : بما ذا؟ فكأني به قال كلمة خفية يقول : بالسنة.
كان من أهل الفضل والأدب متدينا مواظبا على الجمعات ، وكان شاعرا مليح الشعر. أنشدني لنفسه :
ما ليلة سلك الزما |
|
ن. بطيبها في كل مسلك |
إذ أرتعي روض المسر |
|
ة مدركا ما ليس يدرك |
والبدر قد فضح الظلا |
|
م ، فستره فيه مهتك |
وكأنما زهر النجو |
|
م بلمعها شعل تحرك |
والغيم أحيانا يلو |
|
ح ، كأنه ثوب ممسك |
وكأن تجعيد الريا |
|
ح ، لدجلة ثوب مفرك |
وكأن نشر المسك سف |
|
ح في النسيم إذا تحرك |
وكأنما المنثور مصف |
|
ر الذرى ذهب مشبك |
والنور يبسم في الريا |
|
ض ، فإن نظرت إليه سرك |
شارطت نفسي أن أقو |
|
م بحقها والشرط أملك |
حتى تولى الليل من |
|
هزما وجاء الصبح يضحك |
واه الفتى ، لو أنه |
|
في ظل طيب العيش يترك |
والدهر يحسب عمره |
|
فإذا أتاه الشيب فذلك |
__________________
٧٤١٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٦١. والبداية والنهاية ١٢ / ٤٢.