وهذا عامّ في اليهود وغيرهم ، فإن الاتفاق قوة وان قلّ العدد وضعفت العدة ، والتخاذل وهن وذل لا يجدي معه عدد ولا عدة .. وقد شاهدنا انتصار أهل الباطل وهم أقلاء على المحقين وهم كثيرون ، والسر تفرّق هؤلاء عن حقهم ، واجتماع أولئك على باطلهم (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) بأن الوحدة سبب الفوز والنجاح ، والتفرقة سبب الفشل والخذلان (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ). ان حال اليهود الذين نصبوا العداء لرسول الله (ص) تماما كحال كفار قريش وغيرهم من الذين حاربوا الرسول حيث انتهوا الى الخزي في الدنيا ، وفي الآخرة الى عذاب الحريق.
(كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (١٦) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (١٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (١٩) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠))
الإعراب :
كمثل الشيطان خبر لمبتدأ مقدر أي مثلهم كمثل الشيطان. وعاقبتهما خبر كان والمصدر من انهما في النار اسمها. وخالدين حال من اسم ان. ولتنظر مجزوم