كله كاميرا تصور من وراء الجدران كل ما يفعله الإنسان بالحمام والمخدع في أحلك الظلمات .. وأيضا يمكن رسم وشم على الطفل ساعة ولادته ، وبسبه ترصد جميع حركاته طول حياته .. ويوجد في أنحاء الولايات المتحدة شركات تجمع المعلومات والتحركات الخاصة للشخصيات السياسية والعلمية والأدبية والمالية وغيرهم وتسجل أقوالهم وتصور أفعالهم حتى الجنسية مع الزوجات وغيرهن ، وتزود من شاء بهذه المعلومات مقابل دولار واحد ، وتسمى هذه الشركات بنوك المعلومات .. كل ذلك وما اليه يحدث على علم من السلطة دون أن تحرك ساكنا ، لأنه معتاد ومألوف تماما كبيع الجرائد».
هذا قليل من كثير .. فقد ألّف الباحثون كتبا خاصة في هذا الموضوع ، ولو اقتصر تجسس الأمريكين على بعضهم البعض لقلنا مع الموالين لهم : ان لكل بلد تمام الحرية في أن يختار لنفسه ما يشاء .. ولكن الأمريكيين تجاوزوا ذلك الى التجسس على دول الأرض وشعوبها بالطائرات والأقمار الصناعية .. ولا تعجب أيها القارئ فإن الولايات المتحدة بلد الحضارة والديمقراطية ، وسيدة العالم الحر ، وقائدة الاستعمار الجديد ، وفوق ذلك تؤمن بالله والمثل العليا ... ولا شيء أدل على إيمانها بالله واليوم الآخر من مذبحة «سنونج ماي» (١) بفيتنام الجنوبية ، ومن تزويدها إسرائيل بأحدث الأسلحة لتقضي بها على شعب فلسطين ، وتقتل أبناءه بالجملة ، وتلقي الصواريخ من طائرات الفانتوم على أطفال المدارس في الجمهورية العربية المتحدة ... حقا ان الولايات المتحدة أعظم دولة في هذا الميدان .. والعاقبة للمتقين.
٣ ـ (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
__________________
(١). هي قرية مسالمة تضم ٥٠٠ نسمة معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال ، ذبح الجنود الامركيون جميع من فيها بابشع صورة ، ولم يبقوا منها باقية .. حدثت هذه الجريمة المذهلة في الشهر الثالث من سنة ١٩٦٨.