والزبر. والمصدر من أن يخسف مفعول أمن. وما خلق الله (ما) اسم موصول. ومن شيء يتفيأ ظلاله بيان لما خلق الله أي ان المراد من (ما) كل ما له ظل. وسجدا حال من الظلال.
المعنى :
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ). أنكر المشركون نبوة محمد ، وقالوا : ما بعث الله بشرا رسولا .. فأبطل الله زعمهم بأن جميع الأنبياء والرسل السابقين كانوا رجالا يوحى اليهم ، كنوح وابراهيم وإسماعيل وموسى وغيرهم ، لأن الغرض من إرسال الرسل لا يتحقق الا إذا كان الرسول من جنس المرسل اليهم : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) ـ ٤ ابراهيم» : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) ـ ٩٥ الاسراء» .. (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) المراد بأهل الذكر أهل العلم المنصفون ، سواء أكانوا من أهل الكتاب أم غيرهم ، والمعنى ان كنتم أيها المشركون في ريب من قولنا فاسألوا العارفين يخبروكم ان جميع الأنبياء بشر.
(بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) أي أرسل الله الرسل الى الناس بالبينات ، وهي الدلائل والبراهين ، وبالزبر ، وهي الكتب التي فيها بيان الدين عقيدة وشريعة (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ). الخطاب لمحمد (ص) ، والمراد بالذكر هنا القرآن ، ومن الواضح ان الغاية من إرسال الرسل ، وانزال الكتب هداية الناس الى الحق والعدل ، والى حياة الأمن والرخاء ، وقوله : (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) معناه لعلهم يتدبرون القرآن ويدركون أسراره وأهدافه ، ويعلمون انه أنزل لخيرهم ومصلحتهم.
(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ). قال المفسرون : المراد بالذين مكروا هنا مشركو قريش لأنهم هم الذين أساءوا إلى النبي (ص) ، ودبروا ضده الحيل والمؤامرات. وقد خوفهم سبحانه بأربعة أنواع من العذاب :
١ ـ (أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ). كما فعل بقارون : (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ