الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) ـ ٨١ القصص».
٢ ـ (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ). فيهلكهم الله بغتة كما فعل بقوم لوط.
٣ ـ (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ). يهلكهم في حال اشتغالهم وكدهم في الأرض للرزق.
٤ ـ (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ). قال أكثر المفسرين ـ والعهدة على الطبرسي ـ : ان المراد بالتخوف هنا التنقص ، وعليه يكون المعنى ان الله سبحانه لا يهلكهم دفعة واحدة ، بل يبتليهم بنقص من الأنفس والأموال شيئا فشيئا ، حتى يأتي على آخرهم. (فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ). ومن رأفته ورحمته أن لا يعجل للعصاة ما يستحقونه من العقوبة أملا بتوبتهم وهدايتهم.
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ) ضمير يروا يعود إلى الذين مكروا السيئات المذكورين في الآية السابقة ، ويجوز أن يعود الى كل معاند ، لأن الله سبحانه يقول موبخا : ألم ينظر الجاحدون المعاندون الى ما خلق الله؟. والمراد بقوله : (ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ) كل شيء له ظل وخيال كالجبال والأشجار والحيوان والعمار ونحو ذلك ، أما قوله عن اليمين والشمائل فإنه يشير الى جانبي الشيء الذي له ظل ، لأن ظل الشيء يكون الى جهة من شروق الشمس إلى زوالها أي الظهر ، ثم يتحول الظل إلى جهة ثانية من الظهر الى الليل ، فعبّر سبحانه باليمين عن الجهة الأولى ، وبالشمائل عن الجهة الثانية ، ومثله قوله تعالى : (وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) ـ ١٥ الرعد». أما قوله : سجدا لله فهو كناية عن الخضوع والانقياد.
وداخرون أي صاغرون.
وتسأل : لما ذا قال تعالى : اليمين والشمائل ، فأفرد اليمين وجمع الشمائل ، ولم يساو بينهما جمعا أو إفرادا؟.
وأجاب المفسرون عن ذلك بأجوبة أقربها ان من أساليب البلاغة عند العرب إذا ذكروا معنيين للجمع ان يعبروا عن أحد المعنيين بلفظ الواحد ، وعن المعنى الآخر بلفظ الجمع ، كقوله : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) وقوله : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ).