الإعراب :
منه متعلق بمحذوف خبر مقدم ، وآيات مبتدأ مؤخر ، ومحكمات صفة ، وهن أم الكتاب مبتدأ وخبر ، وآخر صفة لآيات محذوفة ، وابتغاء مفعول من أجله ليتبعون ، وليوم اللام بمعنى في ، وربنا منادى ، أي يا ربنا.
المعنى :
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ). تنقسم آيات القرآن بالنظر الى الوضوح والخفاء إلى نوعين : محكم ومتشابه :
والمحكم هو الذي لا يحتاج إلى تفسير ، ويدل على المعنى المقصود منه دلالة واضحة قطعية لا تحتمل تأويلا ولا تخصصا ولا نسخا ، ولا تترك مجالا للذين في قلوبهم مرض أن يضللوا ويفتنوا بالتأويل والتحريف .. ومن أمثلة المحكم قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ..(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ..(لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) ..(إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) ..(وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) ، وما إلى ذلك مما يستوي في فهمه العالم والجاهل.
والمتشابه ضد المحكم ، وهو على أنواع :
«منها» : ما يعرف معناه على سبيل الإجمال دون التفصيل ، مثل قوله تعالى : (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا) .. فان منتهى معرفتنا بالروح انها سر إلهي يحدث للإنسان بسببه الإدراك والشعور ، أما معرفة هذا السر بكنهه وحقيقته فهو من أمر ربي لا يعرفه ، حتى العلماء ، وليس الشرط لصحة الخطاب بالشيء أن يعرفه المخاطب بالتفصيل ، بل تكفي المعرفة الاجمالية.
و «منها» : أن يدل اللفظ على شيء يأباه العقل ، مثل ثم استوى على العرش .. فلفظ العرش يدل على السرير ، والعقل يرفض هذه الدلالة ، لأن الله سبحانه فوق الزمان والمكان ، فيتعين التأويل ، وهو من اختصاص أهل العلم ، إذ لا بد للتأويل من دليل صحيح يصرف اللفظ الى معنى صحيح ، ولا يعرف هذين إلا أهل الاختصاص.