لأنها في حقيقتها وجوهرها التحرر من سيطرة الشهوات ، كما جاء في بعض الأخبار ان العادل من خالف هواه ، وأطاع مولاه ، ولا يتسنى هذا الا للصفوة.
(فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) مع الزوجة المحبوبة ، وتحرموا الأخرى من حقوقها (فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) لا مزوجة لها ما للزوجات ، ولا مطلقة تستطيع الزواج بمن تريد.
(وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ). ينبغي قبل كل شيء أن يعمل الزوجان على ازالة أسباب الخلاف والشقاق بينهما ، لأن الصلح خير ، فان تعذر فالطلاق هو الأفضل دفعا لأشد الضررين .. وفضل الله ورزقه يتسع للطرفين اجتمعا أو افترقا .. فقد يسخر للمطلقة رجلا خيرا من الأول ، ويسخر للمطلق امرأة خيرا من الأولى.
والخلاصة ان ما تقدم يدور حول محور واحد هو «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» والإمساك أفضل ، مع عدم المفسدة ، ومعها فالتسريح هو الأفضل ، فكما خلق الله علاجا ناجحا للأمراض الجسمية فقد خلق دواء منجحا للأمراض الاجتماعية.
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيداً (١٣١) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ