الحرص ، وان ملكه اليأس قتله الأسف .. وان ناله الخوف شغله الحذر ، وان أصابته مصيبة فضحه الجزع ، وان عضته الفاقة شغله البلاء» .. وقال : مسكين ابن آدم مكتوم الأجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة.
وكما صوّر الإمام جهة الضعف في الإنسان فقد صوّر أيضا جهة القوة والعظمة فيه ، من ذلك قوله : (الإنسان يشارك السبع الشداد) أي ان موهبته لا تقف عند حد الظروف التي تحيط به ، بل يتعداها الى القمر والزهرة والمريخ ، وسائر ما في الكون يسخره لحاجاته وأغراضه .. لقد أشار الإمام إلى ضعف الإنسان كي لا يركن إلى قوته ويغتر بها ، فيطغى ، وأشار إلى قوته كي لا يستسلم للضعف ان أصابه ، فينصرف عن الجهاد والعمل .. والعاقل من يناضل ، وهو على حذر من المخبآت والمفاجئات.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (٢٩) وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠))
الاعراب :
المصدر المنسبك من أن تكون في محل نصب على الاستثناء المنقطع ، لأن التجارة عن تراض ليست من جنس أكل المال بالباطل ، والتقدير كون التجارة عن