قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير الكاشف [ ج ٢ ]

التّفسير الكاشف [ ج ٢ ]

393/518
*

تكلف مبني للمجهول ، والضمير المستتر نائب فاعل. ونفسك مفعول ثان ، على حذف مضاف ، أي لا تكلف إلا أفعال نفسك ، وبأسا وتنكيلا تمييز.

المعنى :

(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ). بعد أن ذكر سبحانه في الآية ٧٧ الذين خافوا من القتال ، وقالوا : ربنا لم كتبت علينا القتال ، وذكر في الآية ٨١ الذين أظهروا الطاعة ، وأضمروا العصيان ، وقالوا طاعة ، وبيتوا غير الذي قالوا ، وذكر في الآية ٨٣ الذين أذاعوا ما سمعوا من أخبار الحرب وأسرارها بعد هذا كله أمر الله نبيه بالقتال والجهاد ، دفاعا عن الحق ، وان يحرض المسلمين ، ويحثهم على الجهاد معه ، ويحارب بمن يستجيب له ، ويعرض عمن أعرض منهم ، فانه غير مسؤول ، ولا مكلف بأعمال غيره ، وانما هو مكلف بأعمال نفسه فقط. وهذا معنى قوله : (لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) وليس معناه قاتل وحدك ان لم يقاتل أحد معك ، كما قيل ، لأن الله قد نهى النبي والمسلمين عن القتال في بدء الدعوة ، وأمرهم بالصبر على إيذاء المشركين لهم حين كانوا بمكة ، لأن القتال كان آنذاك أشبه بالعمليات الانتحارية منه بالجهاد في سبيل الله .. ولم يأمرهم بالجهاد إلا بعد أن هاجروا الى المدينة ، وأصبح بمقدورهم الوقوف في وجه الأعداء ، فكيف يأمر النبي بالقتال منفردا؟ (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا). عسى هنا واجبة التحقق ، لأنها من كلام الله ، والله لا يخلف الميعاد ، والمراد بالذين كفروا صناديد قريش الذين أخرجوا النبي (ص) من مكة ، وجيشوا الجيوش لحربه مرات .. وقد أنجز الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب المشركة وحده.

الشفاعة والتحية الآية ٨٥ ـ ٨٧ :

(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً