وأربعمائة في مقبرة باب حرب ، وكان يسكن في آخر درب الدنانير ، قريبا من نهر طابق.
من أهل الجرباذقان. ولى القضاء بالبصرة من قبل أبي الحسن بن أبي الشوارب إلى أن مات أبو الحسن في سنة سبع عشرة وأربعمائة ببغداد ، ولم يول أحد مكانه إلى سنة عشرين. فاستحضر ابن ماكولا وولاه القادر بالله ببغداد قضاء القضاة في سنة عشرين وأربعمائة ، ولما مات القادر بالله وولى القائم بأمر الله الخلافة أقر ابن ماكولا على ولايته إلى حين وفاته. وكان نزها صينا عفيفا ، لم نر قاضيا أعظم نزاهة ، ولا أظلف نفسا منه.
وسمعته يذكر أنه سمع الحديث بأصبهان من أبي عبد الله بن مندة الحافظ ، وأن كتبه التي فيها سماعاته ببلده ، ومات في ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شوال سنة سبع وأربعين وأربعمائة ، ودفن يوم الثلاثاء في داره بحريم جار الخلافة قريبا من باب العامة. وقيل إن مولده كان في سنة ثمان وستين وثلاثمائة ، وكان ينتحل مذهب الشّافعيّ ، ومكث يتولى قضاء القضاة من سنة عشرين إلى سنة سبع وأربعين ولاية متصلة لم يعزل في وقت منها البتّة!
حدّث عن أبي حفص بن شاهين. كتبت عنه وكان سماعه مع أبيه صحيحا ، فسمعنا منهما جميعا.
حدّثنا الحسين بن أبي عامر ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز البغويّ ، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني ، حدّثنا سعد بن سعيد عن نهشل القرشيّ عن الضّحاك عن ابن عبّاس. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أشراف أمتي حملة القرآن ، وأصحاب الليل (٢)».
__________________
٤١٦٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٥١.
(١) ـ ٤١٦٦ الغزال : هذا اسم لمن يبيع الغزل (الأنساب ٩ / ١٣٩).
(٢) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ١٢٥. وكشف الخفا ١ / ١٤٣. ومجمع الزوائد ٧ / ١٦١. والكامل لابن عدي ٣ / ١١٩٤ ، ٧ / ٢٥٢١.