أخبرني عليّ بن أيّوب القمي أنبأنا محمّد بن عمران المرزبانيّ أخبرني محمّد بن يحيى حدّثني الحسين بن إسحاق حدّثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب قال : لما بويع إبراهيم بن المهديّ بالخلافة ، طلبني وقد كان يعرفني ، وكنت متصلا ببعض أسبابه ، فأدخلت عليه فقال : يا خالد أنشدني من شعرك ، فقلت يا أمير المؤمنين ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن من الشعر حكما (١)». وإنما أمزح وأهزل ، وليس مما ينشده أمير المؤمنين ، فقال لي : لا تقل هذا يا خالد ، فإن جد الأدب وهزله جد ، أنشدني فأنشدته :
عش فحبيك سريعا قاتلي |
|
والضنى إن لم تصلني واصلي |
ظفر الشوق بقلب كمد |
|
فيك والسقم بجسم ناحل |
فهما بين اكتئاب وبلى |
|
تركاني كالقضيب الذابل |
وبكى العاذل لي من رحمة |
|
فبكائي لبكاء العاذل |
فاستملح ذلك ووصلني.
ولى إمارة مرو ، وهراة ، وغيرهما من بلاد خراسان ، ثم ولى إمارة بخاري وسكنها وله بها آثار مشهورة وأمور محمودة ، وكان قد سمع من إسحاق بن راهويه ، وعليّ ابن حجر وإسحاق بن منصور الكوسج ، وأبي داود السنجي ، وعبيد الله بن عمر القواريري وبشر بن الحاكم النّيسابوري ، وحامد بن عمر البكراوي ، والحسن بن عليّ الحلواني وهارون بن إسحاق الهمداني ، وعمرو بن عبد الله الأودي ، ومحمّد بن عليّ الشقيقي ، روى عنه نصر بن أحمد الكندي الحافظ ، وأحمد بن محمّد بن عمر المنكدري ، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ.
وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي بالري وهو صدوق ثقة.
ولما استوطن بخاري أقدم إلى حضرته حفاظ الحديث ، مثل محمّد بن نصر
__________________
(١) الحديث سبق تخريجه.
٤٤٠٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٢٥. واللباب ١ / ٤٤٧. والأعلام ٢ / ٢٩٤.