النظر ، ولى قضاء المدائن في أول أمره ، ثم ولى بأخرة القضاء بربع الكرخ ، ولم يزل يتقلده إلى حين وفاته. وحدّث عن أبي بكر المفيد الجرجرائي ، وأبي الفضل الزّهريّ ، وأبي بكر بن شاذان ، وعليّ بن حسّان الدممي ، وأبي حفص بن شاهين والحسين بن محمّد بن سليمان الكاتب ، وأبي حفص الكتاني ، وأبي عبيد الله المرزبانيّ وعيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، وغيرهم.
كتبت عنه وكان صدوقا وافر العقل ، جميل المعاشرة ، عارفا بحقوق أهل العلم ، وسمعته يقول : حضرت عند أبي الحسن الدّارقطنيّ وسمعت منه أجزاء من كتاب «السنن» الذي صنفه. قال : فقرئ عليه حديث غورك السّعدي عن جعفر بن محمّد ، الحديث المسند في زكاة الخيل ، وفي الكتاب غورك ضعيف ، فقال أبو الحسن : ومن دون غورك ضعفا؟ فقيل الذي رواه عن غورك هو أبو يوسف القاضي فقال : أعور بين عميان! وكان أبو حامد الأسفراييني حاضرا فقال : ألحقوا هذا الكلام في الكتاب! قال الصّيمريّ : فكان ذلك سبب انصرافي عن المجلس ولم أعد إلى أبي الحسن بعدها ، ثم قال : ليتني لم أفعل ، وأيش ضر أبا الحسن انصرافي؟! أو كما قال.
مات الصّيمريّ في ليلة الأحد ودفن في داره بدرب الزرادين من الغد ، وهو يوم الأحد الحادي والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
سمع عليّ بن عبد الرّحمن البكاء ، ومحمّد بن زيد بن مروان الكوفيّين ، ومحمّد ابن المظفر ، وأبا حفص بن شاهين ، ومحمّد بن النّضر النخاس ، وأبا بكر بن شاذان ، وخلقا من هذه الطبقة. كتبنا عنه وكان دينا مستورا ، ثقة صدوقا.
وسمعته يقول : كتبت عن ابن مالك القطيعي أمالي ثم ضاعت ، فليس عندي عنه شيء.
وسئل وأنا أسمع عن مولده فقال : ولدت لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمسين وثلاثمائة.
ومات في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة من سنة تسع وثلاثين
__________________
٤١٦٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٣٠٩.