بصرت بحبالة منصوبة فيها ظبي ميت وبإزائها رجل على نعش ميت ، ورأيت امرأة حرى تنعي. وهي تقول :
يا خشف لو بطل لكنه أجل |
|
على الأثاية ما أودي بك البطل |
يا خشف قلقل أحشائي وأزعجها |
|
وذاك يا خشف عندي كله جلل |
أمست فتاة بني نهد علانية |
|
وبعلها في أكف القوم يبتذل |
قد كنت راغبة فيه أضن به |
|
فحال من دون ضن الرغبة الأجل |
قال فلما خرج من حضرته قال لنا محمّد بن عبد الله بن طاهر : أى شيء أفدنا من الشيخ؟ قلنا له الأمير أعلم ، فقال قوله أمست فتاة بني نهد علانية أى ظاهرة ، وهذا حرف لم أسمعه في كلام العرب قبل هذا.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّاز أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي حدّثنا الزّبير بن بكار.
وأخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشّاهد أخبرنا حرمي بن أبي العلاء. قال قال الزّبير بن بكار : ركب عمي مصعب إلى إسحاق بن إبراهيم ، ثم رجع من عنده فقال : لقيني عليّ بن صالح فأنشدني بيت شعر وسألني من قائله ، وهل فيه زيادة ، فقلت له لا أدري ، وقد قدم ابن أخي وقلما فاتني شيء إلا وجدت علمه عنده ، وأنشدني البيت وهو :
غراب وظبي أعضب القرن ناديا |
|
بصرم وصردان العشي تصيح |
وسألني لمن هو؟ فقلت لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، فقال هل فيه زيادة؟ قلت نعم :
لعمري لئن شطت بعثمة دارها |
|
لقد كنت من وشك الفراق أليح |
أروح بهم ثم أغدو بمثله |
|
ويحسب أني في الثياب صحيح |
فغدا علينا الغد عليّ بن صالح فاكتتبها ، واللفظ للجوهري.
أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب حدّثني جدي محمّد بن عبيد الله ابن قفرجل حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حدّثنا أحمد بن يحيى قال انقطع صديق للزبير عنه مدة ، ثم لقيه ، فأنشده الزّبير :
ما عرفنا ذنبا يشتت شملا |
|
لا ، ولا حادثا يجر التجافي |
فتعالوا نرد حلوا التصافي |
|
ونميت الجفاء بالألطاف |