فلمّا قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقالت :
وكنّا كَنَدمَانَي جَذيمةَ حِقبةً |
|
|
|
من الدهر حتى قيل : لن يتصَدعا |
|
فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكاً |
|
|
|
لطول اجتماعٍ ، لم نَبِتْ ليلةً مَعَا |
|
ثم قالت : واللهِ لو حضرتُكَ ما دفنت إلّا حيث متّ ، ولو شهدتك ما زرتك (١).
« ... أين كنتِ ؟ قالت : عند قبر أخي عبد الرحمن ، فقال : ألم ينهَ رسول الله صلىاللهعليهوآله عن زيارة القبور ؟! فقالت : ثم أمر ».
فإمّا : أن يكون شيخ الإسلام الغزالي قد اشتبه ، وإمّا أن يكون الترمذي قد اشتبه ، وكلاهما واحد ! لأنّهما اجتهدا في أن يأتيا بالحديث هكذا ، فأخطأ أحدهما واشتبه الآخر ، ثم أمر.
فعائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن ولكنّها تقول : لو شهدتك ما زرتك.
فهي الاُخرى اجتهدت : « ولو شهدتك ما زرتك » مع أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقولها : « ثم أمر ».
فتأمّل الحديث :
حدثنا قتيبة ، حدثنا أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن
___________________________________
١ ـ إحياء علوم الدين : ٤ / ٤٨٤ ، سنن الترمذي : ٣ / ٣٧١ ح ١٠٥٥.