الحجّاج بن يوسف الثَقفي وزيارة القبور
وخطب الحجاج بن يوسف الثقفي بالكوفة مخاطباً الذين يزورون قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بالمدينة ، فقال : « تباً لهم ! إنّما يطوفون بأعواد ورِمّةٍ بالية ! هلّا طافوا بقبر أمير المؤمنين عبدالملك ! ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله » (١) !
لا تعجب يا أخي ممّا ترى وتسمع إذا كان يأتيك من مثل الحجاج وأسياد الحجاج السفاك للدماء ، والقاتل للأبرياء ، والمحارب للأتقياء ، والمؤيد للأشقياء...
هادم الكعبة حجراً حجراً ، يقول : تبّاً لمن يزور قبر الرسول صلىاللهعليهوآله ؟!
نعم ، يريد من المسلمين أن يزوروا قصر الفسق والفجور والظلم والكفر ، القصر الذي تُدار فيه الراح ، وتغنّي فيه الغيد الملاح ، ولا يريد زيارة روضة من رياض الجنّة ، لأنها تذكّرهم بالحلال والحرام ، وتعكّر عليهم صفوهم !
تذكّرهم بالحق والباطل ، وكيف زوّرت الحقائق ، وارتقت القرود المنابر ، فما ترجو من القرد أن يفعل غير الذي هو فاعل ؟!
في القبر أجساد وأرواح طيبة أحياناً جُبلت على الخير والصدق والوفاء ، ونفوس آمنة مطمئنة ، خصوصاً إذا كانت أجساد وأرواح
___________________________________
١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٦ / ٢٤٢.