« قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فقد اُذن لمحمد في زيارة قبر اُمّه ، فزوروها ، فإنّها تذكّر الآخرة ».
قال : وفي الباب ، عن أبي سعيد وإبن مسعود وأنس وأبي هريرة واُمّ سلمة قال أبو عيسى : حديث بريدة حديث حسن صحيح.
والعمل على هذا عند أهل العلم ، لا يرون بزيارة القبور بأساً.
وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق (١).
نعم ، فقد اُذن لمحمد صلىاللهعليهوآله في زيارة قبر اُمّه !
إن كنتم تدّعون أنّه من أبوين مشركَين بالله تعالى فلِمَ الإذن بالزيارة ؟!
إنّ في الزيارة دعاءً وطلب استغفار ، وتصدّقاً وقراءات...
إنّ الولد الصالح الذي جاء في الحديث : هو النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله ، أبعد الإذن يرد عمله فيهما ؟ كلّا ! وهو حبيب الله حاشا لله ! ثم جاء الأمر : فزوروها ، ولم يستثنِ ، لأنّها تذكّر بالآخرة.
فأبو سعيد ، وابن مسعود ، وأنس ، وأبو هريرة ، واُمّ سلمة ( وهي من أمّهات المؤمنين ) ثم أهل العلم ، هؤلاء جميعاً لا يرون لزيارة القبور بأساً ، وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
ألا تكفي هذه الشهادة والفتوى من أهل العلم ؟
وجاء في الخبر : حدّثنا الحسين بن حريث ، حدّثنا عيسى بن يونس ، عن ابن جريج ، عن عبدالله بن أبي مليكة ، قال : توفّي عبد الرحمٰن بن أبي بكر بحبشي. قال : فحُمل إلى مكة فدُفن فيها.
___________________________________
١ ـ سنن الترمذي ، الحديث ٣ / ٣٧٠ ح ١٠٥٤ ، ط دار أحياء التراث العربي ، بيروت.