مع الغدير الذي لا ينضب
جاء في كتاب الغدير (١) للعلامة الشيخ أحمد الأميني النجفي رحمهالله زيارة مشاهد العترة الطاهرة والدعاء عندها ، والصلاة فيها ، والتوسل والتبرك بها :
قد جرت السيرة المطّردة في صدر الإسلام منذ عصر الصحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان على زيارة قبور ضمنت في كنفها : إمّا نبيّاً مرسلاً ، أو إماماً طاهراً ، أو ولياً صالحاً ، أو عظيماً من عظماء الدين ، وفي مقدّمتها قبر النبيّ الأقدس صلىاللهعليهوآله.
وكانت الصلاة لديها ، والدعاء عندها ، والتبرك والتوسل بها إلى الله ، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد من المتسالم عليه بين فرق المسلمين ، من دون أي نكير من آحادهم ، وأي غميزة من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم.
حتى ولد الدهر ابن تيمية الحرّاني فجاء كالمغمور مستهتراً يهذي ولا يبالي فترة ، وأنكر تلكم السنّة الجارية ، سنّة الله التي لا تبديل لها ، ولن تجد لسنّة الله تحويلاً ، وخالف هاتيك السيرة المتّبعة ، وشذّ عن تلكم الآداب الإسلامية الحميدة ، وشدّد النكير عليها بلسانٍ بذيء ، وبيان تافه ، ووجوه خارجة عن نطاق العقل السليم ، بعيداً عن : أدب العلم ، أدب الدين ، أدب الكتابة ، أدب العفّة ، وأفتى بحرمة شدّ الرحال لزيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعَدّ السفر لأجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة ، فخالفه أعلام عصره
___________________________________
١ ـ الغدير : ٥ / ١٣٣ ـ ١٣٥.