مع التفاسير
جاء في تفسير روح المعاني : عن عمر بن عبد العزيز أنّه قال : لابد لمن زار أن يرجع إلى جنّة أو نار. وفيه أيضاً إشارة إلى قِصَر زمن اللبث في القبور ، والتعبير بالماضي لتحقّق الوقوع أو لتقليد من مات أولاً ، أو لجعل موت آبائهم بمنزلة موتهم.
وممّا يُقضى منه العجب قول أبي مسلم : إنّ الله عزّ وجلّ يتكلم بهذه السورة يوم القيامة تعبيراً للكفار ، وهم في ذلك الوقت قد تقدمت منهم زيارة القبور ، وقيل : هذا تأنيب على الإكثار من زيارة تكثراً بمن سلف ومباهاةً وتفاخراً به ، لا اتّعاظاً وتذكّراً للآخرة كما هو المشروع ، ويشير إليه خبر أبي داود : « نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة » (١).
إذن : اتفق صاحب روح المعاني مع ما نحن عليه من أنّ المشروع من الزيارة هو : الاتّعاظ والتذكير بالآخرة ، كما أشار إليه خبر أبي داود المذكور.
فما الفرق بين زيارتنا للقبور وزيارة عائشة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله لقبر أخيها عبد الرحمٰن ؟!
وهل عبد الرحمٰن هذا أعظم شأناً من رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى يجوز
___________________________________
١ ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، محمود الآلوسي البغدادي : ١٥ / ٤٢٥.