اجتهادُ الخليفة في حُلي الكعبة الشريفة
١ ـ ذُكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حُليّ الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهّزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر ، وما تصنع الكعبة بالحُليِّ ؟
فهمَّ عمر بذلك ، وسأل عنه أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : « إنّ هذا القرآن اُنزل على محمدٍ صلىاللهعليهوآله ، والأموال أربعة :
أموال المسلمين فقسَّمَها بين الورثة في الفرائض ، والفيء فقسَّمَه على مستحقّيه ، والخمس فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حُليّ الكعبة فيها يومئذٍ فتركه الله على حاله ، ولم يتركه نسياناً ، ولم يخفَ عنه مكاناً ، فأقرّه حيث أقرّه الله ورسوله » ( ١ ).
فقال عمر : لولاك لافتضحنا. وتَرَكَ الحُليَّ بحاله.
٢ ـ عن شقيق ، عن شيبة بن عثمان ، قال : قعد عمر بن الخطاب رضياللهعنه في مقعدك الذي أنت فيه ، فقال :
لا أخرج حتى اُقسّم مال الكعبة بين فقراء المسلمين ، قال : قلت : ما أنت بفاعل ؟
قال : بلى ، لأفعلن.
قال : قلت : ما أنت بفاعل.
قال : لِمَ ؟
___________________________________
صحيح البخاري : ٢ / ٢٩١ ، عالم الكتب ، باب كسوة الكعبة والبخاري ـ نهج البلاغة : ٢ / ٢٠١ ، ٥٢٣ ، رقم ٢٧٠ ، وباللفظ الذي ذكرناه.