أبي القاسم علي بن محمّد بن علي الطبري الآملي الكجّي ، العالم الجليل الفقيه النبيل.
مولده :
ممّا يؤسف له أن كثيراً من أعلام الفكر الإسلامي لم يسجّل لهم ـ على نحو التحديد ـ تاريخ للميلاد ، والمترجم له منهم ، غير انه يستفاد من روايته عن مشايخه انه ولد في أواخر القرن الخامس.
يظهر من روايته عن مشايخه ورواية تلاميذه عنه ، أنّه عمّر كثيراً ، روى عنهم من سنة ٥٠٣ ه الى سنة ٥٢٤ ه ـ كما يظهر من كتابه هذا ـ ومن حياته إلى سنة ٥٥٣ ه ، فإنه يروي عنه في هذا التاريخ الشيخ محمّد بن جعفر المشهدي في مزاره.
قال في المزار : أخبرنا الشيخ الفقيه العالم عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري ، قراءة عليه وأنا أسمع ، في شهور سنة ٥٥٣ ه ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
رحلته إلى الامصار والبلدان :
لم أر في التراجم لتاريخ هجرته من وطنه ورحلته إلى الأمصار والبلدان ذكراً ، غير أنّه يستفاد من روايته عن مشايخه أنّه في سنة ٥٠٨ ه و ٥٠٩ ه كان مقيماً بآمل ، وفي سنة ٥١٠ ه بالري ، ثم رحل إلى النجف وأقام فيها وسافر منها إلى الكوفة مرّتين ، سنة ٥١٢ ه وسنة ٥١٦ ه ، وأخذ من مشايخه هناك ، وعاد إلى النجف ، وبقي هناك إلى سنة ٥١٨ ه ، ثم رحل إلى وطنه ، وكان سنة ٥٢٠ ه مقيماً بآمل ، ثم رحل منه إلى نيشابور في سنة ٥٢٤ ه.
ويستفاد من رواية تلميذه ابن المشهدي عنه ، انه في سنة ٥٥٣ ه كان مقيماً بالنجف.
كما يظهر من بعض التراجم انه رحل من النجف إلى الحلّة ، قال ابن اسفنديار في تاريخ طبرستان ما معرّبه :