الحسن إلى المسجد فلمّا استقرّ على المنبر حمدَ الله وأثنى عليه وتشهد وصلّى على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم قال :
أيّها النّاس انّ الله إختارنا بالنبوة واصطفانا على خلقه وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وايم الله لا ينقصنا أحد من حقّنا شيئاً إلاّ ينقصه [ الله ] (١) في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا تكون علينا دولة إلاّ كانت لنا العاقبة ، ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (٢) ، ثم جمع بالناس وبلغ أباه عليهالسلام كلامه ، فلمّا انصرف إلى أبيه نظر إليه ، فما ملك عبرته أن سالت على خدّيه ثمّ استدناه إليه فقبّل بين عينيه وقال : بأبي أنت واُمّي ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٣) » (٤).
٢٣ ـ عن قيس بن سعد بن عبادة قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : « أنا أوّل من يجثو بين يدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة للخصومة » (٥).
٢٤ ـ عن حكيم بن حسن (٦) عن عقبة الهجري ، عن عمّه قال :
« سمعت علياً عليهالسلام على المنبر وهو يقول : لأقولنّ اليوم قولاً لم يقله أحد قبلي ولا يقوله [ أحد ] (٧) بعدي إلاّ كاذباً : أنا عبدالله وأخو رسول الله وتزوّجت سيّدة نساء الاُمّة » (٨).
٢٥ ـ قال : حدّثنا عمرو بن ثابت ، عن جبلة بن سحيم ، عن أبيه قال :
« لمّا بويع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بلغه أن معاوية قد توقّف عن إظهار البيعة له ، وقال : إن أقرّني على الشام وأعمالي التي ولانيها عثمان بايعته ، فجاء المغيرة إلى أمير المؤمنين ، فقال له : ياأمير المؤمنين انّ معاوية مَنْ قد علمت (٩) وقد ولاّه الشام من كان قبلك فولّه أنت كيما تتسق الاُمور ، ثمّ إعزله إن بدا لك ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أتضمن لي عمري يامغيرة فيما تولّيته إلى خلعه ؟ قال : لا.
__________________
(١) من الأمالي. |
(٢) ص : ٨٨. |
(٣) آل عمران : ٣٤. |
(٤) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٨١. |
(٥) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٨٣. |
(٦) في الأمالي : جبير. |
(٧) من الأمالي. |
(٨) رواه الشيخ في أماليه ١ : ٨٣. |
(٩) في الأمالي : عرفت.