وفَضّها يقرأها ؛ فوجدها رسالة البنت النصرانية ، فقال : يا سبحان الله ، وأخذ يقرأها وكانت قد كتبت فيها : إني في المستشفى وقد أجريت لي عملية جراحية ـ وكانت قد أخبرته بأنها مريضة وقد تجري عملية جراحية ـ ولا أدري هل تتحسن صحتي أم لا؟ لأني الآن أملي على شخص بكتابة هذه الرسالة ، ولعله لا يصلك بعد هذه الرسالة شيء ، ثم قالت : بأنّ عنوانها قد تغير ، فإنّ أردت المراسلة فراسل على هذا العنوان : (.. رقم المنزل ٨٨) وكتبت هذا الرقم بظهر الرسالة أيضاً ، كل ذلك كان بعد ساعات من الرؤيا» (٢٥٢).
فظهر مما ذكرناه أنّ جميع الرؤى لا تخلو عن حقيقة ، أي أنّ هذه الإدراكات المتنوعة المختلفة التي تعرض النفس الإنسانية ـ وهي الرؤى ـ لها أصول وأسباب تستدعي وجودها للنفس وظهورها للخيال ، وهي على اختلافها تحكي أنّ لكل منام تأويل وتعبير ، غير أنّ بعضها السبب الطبيعي العامل في البدن حال النوم ، وتأويل بعضها ، السبب الخلقي أو أسباب متفرقة.
إذن لا ربط لبعض الرؤى بذكريات وسوابق في الماضي ، لتكون راجعة للأسباب التي ذكرت سابقاً!
ثانياً ـ ما ذكر في القرآن الكريم من أنّ الرؤيا ، قد تكون أضغاث أحلام كما في قوله تعالى : (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ) [يوسف / ٤٤].
وقد تكون رؤيا صادقة كرؤيا يوسف عليه السلام ، كما في قوله تعالى : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف / ٤].
__________________
(٢٥٢) ـ المطهري ، الشيخ مرتضى : التوحيد / ١٥١ ـ ١٥٢.