ما بدئ من القرى العاملية بدير
تمهيد :
الدير عند اللغويين ـ في القاموس (١) والأساس (٢) ، وصحاح الجوهري (٣) والمخصص (٤) ـ هو خان النصارى جمعه أديار وصاحبه ديّار وديراني. وفي المصباح : «الدير للنصارى معروف والجمع (ديورة) مثل بعل وبعولة. وينسب إليه (ديرانيّ) على غير قياس كما قيل بحراني (٥)» (٦). وفي العرف بيت يتعبد فيه الرهبان ، ولا يكاد يكون في المصر الأعظم ، بل يكون في الصحارى ورؤس الجبال ، فإن كان في المصر كان كنيسة أو بيعة كما في الدائرة (٧).
وفي خطط المقريزي : «الدير عند النصارى يختص بالنساك المقيمين به والكنيسة مجتمع عامتهم للصلاة» (٨).
المعابد وعبادة الخالق تعالى
إن الشعور بعبادة الخالق فرع الاعتقاد بوجوب وجوده الكامن في الغرائز ، وفرع من التقرب إليه يأمن به الطائع عقابه ، ويرجو ثوابه ، ويستدفع به البلاء العظيم ، ويستنزل الخير الشامل ، وتسكن إليه نفسه الضعيفة عند
__________________
(١) الفيروزابادي : القاموس المحيط مادة دي ر.
(٢) الزمخشري : أساس البلاغة مادة دير.
(٣) الجوهري : الصحاح مادة دير.
(٤) ابن سيدة : المخصص ١ : ١١٦ وانظر خطط المقريزي ٢ : ٥٠١.
(٥) في أصل الشيخ نجراني والتصويب من الفيومي مادة دير.
(٦) الفيومي : المصباح المنير مادة دير.
(٧) بطرس البستاني : دائرة المعارف مادة دير.
(٨) المقريزي : الخطط ٢ : ٥٠١ (من طبعة بولاق) و ٣ : ٥٥٢ طبعة دار التحرير مصر ١٩٦٨ ١٢٧٠ ه