الحصار عليهم وتتابع الهجمات في معاقلهم ، التي رغما عن ثبات من وراءها من الحامية لم تكن لتثبت في وجوههم وقد كانت نساء المتاولة ثمة ينخين رجالهن ، ويشجعنهن على حلو الثبات ومر الحفاظ وعدم إخلاء الحمى. لكن لم تكن إلا ساعة من الزمن حتى أخلى المتاولة مواقعهم وتخلوا عن مواطنهم في ذلك الليل الحالك ، فأدى ببعضهم السرى إلى جباع الحلاوة وبالبعض الآخر إلى زحلتا وأبي سوار (بجوار القرية المذكورة) ودخلت الدروز جزين وأخذوها عنوة» (١) ثم ذكر عدد قتلى المتاولة وهم مئة ، وذكر بعدها أن جيوش المتاولة حاولوا استرجاع جزين في اليوم التالي وحدثت معركة قربها في جل الشوك (سهل واقع بين جباع الحلاوة وأم الرمان) وانهزم المتاولة وتقهقروا إلى جباع. ثم دخل الدروز جباع. ويتابع سرد حوادث المعارك بعد دخول جباع حتى يصل إلى موقعة كفررمان وهزيمة الدروز. ثم يذكر غارات الدروز على إقليم التفاح التي بعد معركة جزين بسنتين وطردهم المتاولة من القرى والمزارع. الذين تجمع منهم في حارة صيدا عسكرا عرمرما. وذكر معركة سهل الغازية بينهم (٢).
ملحوظات على ما ذكره :
١ ـ الأمير يوسف الشهابي تولى كرسي الإمارة في دير القمر سنة ١٧٧٠ (٣). أي بعد التاريخ الذي ذكره ب ثلاث عشرة سنة.
٢ ـ موقعة كفررمان أرّخها جميع المؤرخين (٤) سنة ١١٨٥ ه أي
__________________
(١) المصدر نفسه ص ١٥١ ـ ١٥٣.
(٢) المصدر نفسه ص ١٥٣ ـ ١٥٥.
(٣) طنوس الشدياق : أخبار الأعيان في جبل لبنان ٢ : ٣٢٩ ، تاريخ الأمير حيدر ٣ : ٨٠٧.
(٤) أخبار الأعيان ٢ : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ؛ تاريخ الأمير حيدر ٣ : ٨٠٩ جبل عامل في التاريخ ٢١٧ ـ ٢٢٧ : تاريخ جبل عامل ص ١٢٥ ـ ١٣٢ ، البحث في تاريخنا : ٥١٩ ـ ٥٤٦.