وقد وقعت جزين بيد المعنيين منذ عهد الأمير فخر الدين (١) وابن أخيه الأمير أحمد وفي سنة ١١٠٥ ه / ١٦٩٣ م ولى السلطان سليمان الثاني بواسطة ارسلان باشا مقاطعات الأمير أحمد المعني السبع إلى الأمير موسى علم الدين ، وكان من جملتها إقليم جزين ، ولكن الأمير أحمد بمصانعته مصطفى باشا والي صيدا بهداياه الفاخرة استرجع اقليم جزين مع بقية اقطاعاته وطرد الأمير موسى ؛ وفي سنة ١١٢٣ ه / ١٧١١ م أقطع الأمير حيدر الشهابي اقليم جزين الشيخ قبلان القاضي في سنة ١١٢٨ ه / ١٧١٥ م توفي الشيخ قبلان بلا عقب فانتقل إلى صهره على ابنته الشيخ علي بن رباح جنبلاط ، ومن هذا العهد أصبح من اقطاعات الجنبلاطيين» (٢).
وذكر أبو شقرا سبب جلاء المتاولة عن جزين فقال : «ولما كان الأمير يوسف الشهبابي متوليا كرسي دير القمر كان كبير المقدمين في جزين هو المقدم علي المحمد الخزرجي (وهو علي الأول) وكان جبارا عاتيا ، وقد حدث بين بعض متاولة جزين وبعض دروز نيحا خصومات ومشاجرات ، لا بد من حدوثها بين الرعاع المتجاورين ، فجعل المتاولة يغزون الدروز ويشنون الغارة على مواشيهم وسوامهم ، فتحدث بسبب ذلك مناوشات بين ذوي السوام والمغيرين. ولما عظمت المشاحنات بين الجزينيين والنيحيين ، جعلت كل فئة منها تتربص برفيقتها شرا ، غير أن المتاولة كانوا يكيلون للدروز صاعا كلما كال الدروز لهم حفنة ، وذلك لأن طريق سوق الخان وحاصبيا مارة في وسط جزين وكفرحونة ، ولا غنى لأكثر الدروز عن المرور الدائم بهذه الطريق العامة ، فكان اشقياء المتاولة كلما استفردوا درزيا ضربوه وأهانوه ، وربما سلبوه ما معه من دراهم أو ما يسوقه من بغل ، وحمار وما اشبه» (٣).
__________________
(١) عن الشيخ علي السبيتي في أعيان الشيعة ١ : ٢٥٤.
(٢) الشيخ علي الزين : للبحث عن تاريخها في لبنان ص ٣٢٨.
(٣) الحركات في لبنان ص ١٥١.