المسكورة ثم الراء المشددة ثم الياء المثناة من تحت ثم النون إحدى قرى جبل عامل» (١).
قيل أنها كانت عاصمة مملكة أفيق المحدودة بتخوم صيدون ونهر الليطاني ومملكتي حاصور ورحوب ، وقيل إن عاصمة تلك المملكة كانت قريبة منها ، وقيل غير ذلك (٢).
أما اسمها جزين فإما محرف عن جزأين لأن مياه نبعها الذي ينبع من اعلاها يجتازها فيقسمها جزأين (٣) ، فيكون عربيا ، وإما سرياني ومعناها الكؤوس (٤) ارتفاعها عن سطح البحر ٩٠٢ (٥) من الأمتار. وهي مبنية على كتف شلالها (المعروف بالشالوف) وهو يتكون من مياه نبعها ، فإنها بعد اجتيازها البلدة تصل إلى صخر متقطع عموديا كالجوار فوق الوادي ، وتنحدر إلى أسفله من علو ٧٠ مترا فتبرز بشكل يخلب الألباب حيث ترى كأنها العهن المنفوش ، بارزة المناظر بحلة قوس قزح وألوانه الرائعة ، وفي جانبي ذلك الوادي على مسافة طويلة ينتظم من البساتين والأشجار الباسقة عقد من الجمال يهيم به عشاق الجمال ، ويحيط بجزين من جهاتها الثلاث سور من الجبال مكللة قممها بأغراس الكرمة الطيبة ، وبالجملة فإن ما حواه هذا البلد من الجمال الطبيعي والصناعي جعله من البلدان اللبنانية التي تؤم للاسترواح والاصطياف.
كان في التقسيمات الإدارية القديمة من عمل صيداء ، وفي العهد
__________________
(١) الشيخ يوسف البحراني : لؤلؤة البحرين ص ١٤٣.
(٢) شاكر الخوري ؛ مجمع المسرات ص ٥٠ عن كتاب لامارتان اليسوعي «لبنان ج ١ ، ص ٤٥٩.
(٣) شاكر الخوري : مجمع المسرات ص ٥٥٩.
(٤) كذا ولعلها الكنوز كما ذكر إبراهيم الأسود في دليل لبنان ص ٤٢٠ وهو من مصادر الشيخ.
(٥) ٩٥٠ م في أغلب المصادر.