جانب الزيادة ، وفي جانب النقصان أن يغلب فيها حصول الثمرة ، (ويلزم العامل مع الإطلاق) أي إطلاق المساقاة بأن قال : ساقيتك على البستان الفلاني سنة بنصف حاصله فقبل (كل عمل (١) يتكرر كل سنة) مما فيه صلاح الثمرة ، أو زيادتها كالحرث (٢) ، والحفر حيث يحتاج إليه ، وما يتوقف عليه (٣) من الآلات ، والعوامل ، وتهذيب الجريد (٤) بقطع ما يحتاج إلى قطعه منه ، ومثله أغصان الشجر المضر بقاؤها
______________________________________________________
بكون الثمرة تحصل فيها غالبا ، وخالف الشافعي من العامة وشرط في جانب الزيادة أن لا تزيد عن الثلاثين سنة ، وهو تحكم ـ كما في المسالك ـ إذ لا دليل عليه.
(١) بما أن الأعمال التي تحتاجها الأرض كثيرة وبعضها على المالك ، وبعضها على العامل حاول الفقهاء تحديد ما على كل منهما ، فكل عمل له الدخل في إيجاد الثمرة وفعليتها وجودتها فهو على العامل ، وكل عمل لا تستزاد به الثمرة فهو على المالك ، وعبّر عن الأول بالعمل المتكرر كل سنة لأن الأعمال التي فيها صلاح الثمرة متكررة كل سنة لتكرر الثمرة.
وعليه فالمتكرر كل سنة هو السقي وحرث الأرض وحفرها المحتاج إليه السقي ، وما يتوقف عليه السقي من الآلات والعوامل ، من البقر وخشبة الحرث والسكة ، وما يتوقف عليه السقي من الحفر وإصلاح الحفر التي يقف فيها الماء عند وصوله إلى أصول الشجر ، وإزالة الحشيش المضرّ بالأصول من ناحية بقاء الثمرة ونموها ، وإزالة الجريد وهو قطع الجزء اليابس من الشجر الذي يضر بقاؤه بالثمرة ، ومقدمات السقي كالدلو والرش وإصلاح طريق الماء وفتح رأس الساقية وسدها عند عند الفراغ على ما تقتضيه الحاجة ، ووضع الحشيش ونحوه فوق العناقيد صونا لها من الشمس المضرة بها ، ورفعها عن الأرض حيث يضرّ بها ذلك ، واللقاط وهو التقاط التمرة بحسب نوعها ووقتها ، فما يؤخذ للزبيب يجب قطعه عند حلاوته في الوقت الصالح له ، وما يعمل دبسا فكذلك ، وما يؤخذ للأكل فعند انتهاء نضوجه وهكذا ، وإصلاح موضع التشميس إذا افتقرت الثمرة إلى تشميسها على الأرض فيجب إصلاح موضع تشميسها ونقلها إليه وتقليبها فيه ، وهكذا من بقية الأعمال إلى حين القسمة.
وأما ما على المالك فهو العمل الذي لا يتكرر كل سنة في الأرض كإصلاح الجدار وبنائه ووضع الشوك في حدود الأرض وهكذا.
(٢) الحرث وإن كان فيه إصلاح للأرض إلا أن فيه إصلاحا للثمرة.
(٣) أي كل من الحرث والحفر.
(٤) والتهذيب هو قطع ما يحتاج إلى قطعه من الجريد ، وهي أغصان النخل ، كالجزء اليابس.