١ ـ الأمر لله :
لقد نصت الرواية على أن الأمر لله يضعه حيث يشاء ، ونستفيد من ذلك :
أ ـ إن الرسول لم يعط هؤلاء وعدا بما طلبوه منه ، من جعل الأمر لهم بعده ، بل أجابهم بأن الأمر لله ، يضعه حيث يشاء أي أنه لا يمكن أن يعد بما لا يعلم قدرته على الوفاء به ، تماما على العكس من السياسيين الذين عرفناهم في عصرنا الحاضر ، وعلى مر العصور الذين لا يتورعون عن إغداق الوعود المعسولة على الناس ، حتى إذا وصلوا إلى غايتهم ، وجلسوا على كرسي الزعامة فإنهم ينسون كل ما قالوه ، وما وعدوا به.
ولكن نبي الإسلام الأكرم «صلى الله عليه وآله» رغم أنه كان بأمس الحاجة إلى من يمد له يد العون لا سيما من قبيلة كبيرة تملك من العدد والعدة ما يمكنها من حمايته ، والرد عنه ، إلا أنه يرفض أن يعد بما لا يملك الوفاء به ، حتى ولو كان هذا الوعد يجر عليه الربح الكثير فعلا.
ب ـ إن جواب النبي «صلى الله عليه وآله» لهم بقوله : «الأمر لله يضعه حيث يشاء» يؤيد ما يذهب إليه أهل البيت «عليهم السلام» وشيعتهم الأبرار رضوان الله تعالى عليهم ، من أن خلافة النبوة ليست من المناصب التي يرجع البت فيها إلى الناس ، بل هي منصب إلهي ، والأمر لله فيها ، يضعه حيث يشاء.
٢ ـ سمو الهدف ، والنظرة الضيقة :
وإن عرض هذه القبيلة مساعدتها على النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» بهذا النحو ، إنما يدل على أنها لا تريد في مساعدتها له وجه الله